لا شك أن الأيام الماضيات بكل ما فيها من توتر وشحن وترقب وحالة انتباه لكل الأجهزة الأمنية، أنها قد خصمت كثيراً من ناتج الحراك الطبيعي للدولة وانشغل الجميع على المستوى الرسمي والشعبي بهذه الحالة الاستثنائية مما خصم الكثير جداً من الوقت والجهد والمال بطبيعة الحال، وهذا في مجمله سيؤثر على مجمل المشهد الاقتصادي الذي هو أصلاً ما ناقص والفيهو مكفيهو، وبالتالي أعتقد أن الحكومة عليها أن تعود وبشكل سريع إلى محاولة تعويض الأيام التي ضاعت في الأخذ والرد، والشد والجذب، وهذا الفعل هو مسؤوليتها بالدرجة الأولى، لأنها هي المسؤولة عن أسباب الحراك الشعبي والناس ما خرجت للشارع إلا لأن الحكومة أخفقت في أهم الملفات وهو الملف الاقتصادي المتصل مباشرة بأحوال الناس، والآن الحكومة مسؤولة عن لملمة هذه الجراح أو على الأقل عليها أن تعمل على تضميدها وتبدأ في معالجات للواقع المأزوم وتعويض الخسارة التي تكبدتها الخزينة العامة في الأيام الماضيات، وهي خسارة ستضاف إلى خسائر الملف الاقتصادي، مما يشي بأن توتر الأوضاع الداخلية وعدم الاستقرار الأمني والاجتماعي سيعمق الأزمة ولن يسهم في حلها بأي حال من الأحوال ليكون الحل والفيصل والبديل فقط صندوق الانتخابات بشكل راقٍ ومحترم وسلس، وأعتقد أن جموع المحتجين الذين نظموا صفوفهم وخرجوا للتظاهر ما ح يغلبوا في أن يجمعوا صفوفهم ويختاروا من يشاءون عبر انتخاب حر وديمقراطي، والقوى المعارضة نفسها التي تدعي أن لها وجوداً وتأثيراً على الشارع، عليها أن تستعد ومنذ الآن لانتخابات ٢٠٢٠، وحق لها أن تقدم من تجتمع وتتفق عليه رئيساً في مواجهة مرشح الحزب الحاكم الذي هو الآخر أحسب أنه لا بد أن يغير تكتيكه للانتخابات القادمة، لأن موجة الاحتجاجات العالية خصمت منه الكثير جداً، وعليه مراجعة حساباته والتفكير بشكل منفتح بعيداً عن فكرة ترسخت لدى منسوبي حزب الحكومة أنهم قفلوا شفرة الشارع السوداني في علبة ورموها في البحر، وبالتالي على الحزب الحاكم أن يطرح نفسه من جديد والشهور القادمة يمكن أن يستفيد منها في استعادة بعض من أراضيه بثورة إصلاح حقيقية وجبارة، أما أحزاب المعارضة، فمسألة الهتافية ورفع شعارات الحرية والانعتاق وما إلى ذلك من الشعارات البراقة، فهي ليست كافية لإقناع الناخب السوداني، عليهم أن يتنزلوا إلى واقعه ببرامج وإستراتيجيات وأفكار وأشخاص هم وحدهم الفيصل بين الجد واللعب في انتخابات لا أظنها ستكون سهلة على كلا الطرفين والشارع السوداني دائماً يدخر المفاجآت ولديه القدرة على صناعة خيار ثالث.
في كل الأحوال أرجو أن تكون هذه الاحتجاجات بداية لمرحلة جديدة في تاريخ هذه البلاد، لأن المهر الذي دفع فيها، مهر غالٍ وهو دماء شباب خرجوا إلى الشارع ليست لهم من مغانم أو مصالح سوى رفعة هذا الوطن واستقراره، بالله عليكم قوموا جميعاً إلى أعمالكم يرحمكم الله.
}كلمة عزيزة
منذ أن جاء الفريق “أبو شنب” إلى محلية أم درمان، والرجل كما النحلة لا يهدأ، صحيح أن الحريق المفاجئ لسوق أم درمان الكبير شغله وربما عطل كثيراً من المفاجآت التي كان يدخرها، لكن لزاماً علينا أن نقول للسيد المعتمد إن شارع النيل أم درمان، يحتاج لعمل كبير وجبار لا سيما وهو الشارع الرئيسي لمؤسسات إعلامية ضخمة في المدينة الكبيرة، خاصة سيدي المعتمد العربات الصغيرة التي تقف على طول الطريق تحمل الخضر والفواكه لعرضها في الشارع مما يتسبب في زحام مروري واختناق لا لزوم له، إضافة إلى أنه يخصم من المظهر السياحي والحضاري لشارع مهم كشارع النيل، فهل تقوم باتخاذ إجراء حاسم وقرار فوري بمنع هذه العربات من ممارسة هذه الفوضى بشكل حاسم ونهائي؟
}كلمة أعز
لا أرى أي داعٍ أو مبرر لتسيير موكب تأييد للحكومة أو للرئيس كما أعلن عنه في اليومين الماضيين، مثل هذه الأفعال تقسم البلد إلى فريقين أو إلى خصمين، نحن لسنا في حالة تحدٍ ولا معركة، نحن بصدد معالجة مشاكل وطن، الحكومة نفسها اعترفت بها، بالله عليكم قليل من الحكمة، قليل من الهدوء.