عز الكلام

وداعاً (٢٠١٨) حباب القادم الجديد

أم وضاح

بغروب شمس هذا اليوم، يقف العام ٢٠١٨ متأهباً على محطة الوداع، ليذهب حاملاً معه ذكريات شتى وأفراحاً شتى وأحزاناً شتى، وكل يغني أو يبكي على ليلاه، وخلوني أقول في البداية إن هذا العام شهد أحداثاً كثيرة وعظيمة ومهمة على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والرياضية وشخصية ودون الدخول في تفصيلاتها هي بكل تأكيد شكلت ورسمت لوحة حياتنا طوال الاثني عشر شهراً الماضية، اختلفت ما بين كل شخص وآخر، تفاوت الإحساس وتعددت المشاعر لكنه يبقى في النهاية عاماً كل ما فيه كان مكتوباً ومسطراً ومقدراً، والمكتوب على الجبين تشوفه العين، إلا أنه لن نستطيع بأي حال من الأحوال أن نتجاوز أحداث الأسابيع الأخيرة، وأعني الاحتجاجات التي عمت مدن السودان ليغادرنا العام ٢٠١٨ وقد منحنا درساً جديداً وعظيماً في كيف ينبغي أن نحرص على بلادنا هذه كحرصنا على الحياة، وأن نسعى جميعاً لخيرها وإصلاحها يستوي في ذلك من يحكموها ومن يعارضوهم، وهذه السنوات التي تتسارع خطاها يجب أن تكون حافزاً لمزيد من العمل الوطني الحقيقي الذي تستحقه بلادنا، وكل عام نحتفل فيه بالاستقلال هو ادعى أن نتأمل فيه خيباتنا الطويلة والمتتالية والمتواصلة، ونحن منذ العام ١٩٥٦نحتفل بالاستقلال ولم نحتفل بإنجاز نكتبه على صفحات التاريخ وكتابنا حافل بالتضحيات العظيمة، لكنها للأسف بلا ثمن ولا مقابل، هو حافل بالبطولات والمواقف التاريخية، لكننا بلا رصيد نتكئ عليه وحصادنا صفر، لذلك وبما أن الشعب السوداني ودع هذا العام وهو يقف منتصباً شامخاً يلقي محاضرة عظيمة عنوانها (الحصة وطن)، علينا أن نبدأ العام الجديد بخطة وغايات وأهداف مبنية على مصالحنا العليا ومكاسبنا القومية وانحيازنا المطلق لسودانيتنا بكل ما في هذا الانحياز من أنا وأنانية، وما أجمل الأنانية في حب من تحب، فما بالك إن كان هذا المحبوب وطناً أسمر جميلاً ظل مرابطاً وصابراً وواطي على الجمر من غير أن يركع أو ينحني رغم محاولات الأعداء وإصرار المتربصين على طعنه غدراً وخسة، وهي محاولات ظلت علي مدى التاريخ تتغير وتتشكل سيناريوهاتها والسودان صامد كما الطود.
صحيح تأخرنا كثيراً وتراجعنا كثيراً لكننا لم نفقد الأمل ولم نتخلَ عن الأحلام ولم نقفل الباب نحو المستقبل.
يمضي هذا العام ٢٠١٨وأنا أودعه بحزن مقيم وألم شخصي ووجع عظيم وضربة كادت أن تقتلني، لكنني صمدت لها واكتسبت منها القوة والعزيمة والرغبة في مواصلة مسيرة أنا وحدي أعرف خارطتها وأفهم تفاصيلها، ورغم ذلك لا أحمل لهذا العام غبناً ولا ضغينة، أودعه وأنا أدعو الله أن يكون العام القادم عام خير وفرح وآمال محققة وأمنيات منزلة على أرض الواقع، فلتمضِ ٢٠١٨ إلى حال سبيلك بدعوات العفو والعافية، ومرحب ٢٠١٩، اللهم أجعله عاماً مبشراً سعيداً مباركاً.
}كلمة عزيزة
شكراً لكل الفنانين الذين أعلنوا اعتذارهم عن حفلات رأس السنة هذا العام، مشاركة منهم إحساس الحزن والوجع لأسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الاحتجاجات الأخيرة، ولي عودة باستفاضة وروتانا سينما مش ح تقدر تغمض عينيك.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن والمحن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية