.. يا ليت الشفافية الغاضبة التي مارسها “صلاح قوش” – رئيس جهاز الأمن والمخابرات، خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس كانت هي ديدنه وديدن المسؤولين في الحكومة منذ زمن طويل، وإذا حدث هذا لما أدخلنا هؤلاء كشعب ودولة الآن في جحر ضب كما فعلوا بِنَا الآن ولأن هنالك (عباقرة لم تلد حواء غيرهم في هذا البلد ظلوا يتنقلون ويتبادلون مقاعد العمل التنفيذي بينهم سنوات وسنوات) فقد كتب علينا أن لا نتعرف سوى على مهاراتهم وخبراتهم هم وحدهم فقط، وعدد كبير من هؤلاء كرر تجربة عام واحد خمسين عاماً وظل يدعي بأن له خبرة خمسين عاماً.. هذا الحال هو الذي أوصلنا لهذا الفشل في الجهاز التنفيذي للدولة والذي جاء “صلاح قوش” وبعد كل هذه الفترة الطويلة ليقف بالأمس عليه صارخاً في الجميع بهذه الغضبة المضرية (الضفارية) وقد صدق الرجل بالفعل فقد فشل الجهاز التنفيذي لهذه الحكومة في إدارة شؤون البلاد والعباد.. مجموعة من الوزراء والولاء الفاشلين هم الذين أوصلوا البلد إلى هذا الفشل الذي جعلنا نصبر مع هؤلاء ثلاثين خريفاً كاملة لنلتفت وراءنا فجأة ونجد أنفسنا وقوفاً في صفوف الرغيف.. أليس هذا هو الفشل بعينه؟.. ولكن المثير في غضبة “قوش” بالأمس أنها قد أتت بشيء جديد في فقه الإنقاذ وهو الشفافية والوضوح بعد كل تلك السنوات من الغموض الذي ظل ملازماً لكل حركات وسكنات الحكومات المتعاقبة منذ 1989م.. هذا الغموض المضر الذي ظن من مارسوه أنه ذكاء وفطنة وحنكة فانغلقوا على ذواتهم وتجاربهم الخاصة وهو ما أضاع على بلادنا فرصة ممارسة فعل سياسي ناضج متفاعل بايجابية مع إخفاقاته بمثل تفاعله مع نجاحاته.. هؤلاء ظنوا أنهم فقط المسؤولين عن إدارة البلاد بعيداً عن العقل الجمعي للدولة التي يمثلها شعب يحمل تجارب وخبرات مطلوب منه بذلها من أجل دولته لتنهض وتنمو وتتقدم.. نعم يا “قوش” الأزمة الحقيقية في هؤلاء الفاشلين ولكن من المؤسف أن ندرك ذلك ونعترف به بعد كل هذا الوقت الطويل والطويل جداً يا “قوش”.. ولكن ولأننا لا زلنا أحياء نقول لك أن أتيت بالأمس خير من لا تأتي مطلقاً.. فقط ننتظر منك ومن الجميع المزيد من الوضوح والشفافية لنخرج هذا (المريض) من غرفة الإنعاش ونبدأ في إعطائه الوصفة الصحيحة من الدواء ليتعافى.. ولا رأيك شنو يا “صلاح”؟ .. عندك رأي تاني أنت ولا شنو يا قوش؟.