جرس انذار

“الحسن الميرغني” و”علي السيد”.. العلاقة التي حيرت الاتحاديين!

بقلم - عادل عبده

العلاقة الحميمية بين الدكتور “علي السيد” القيادي الاتحادي ومولانا “الحسن الميرغني” مساعد رئيس الجمهورية، لم تمنع “علي السيد” من إطلاق إفادات غير مرضية صوب “الحسن الميرغني” حين قال (نحن الآن أبعدنا “الحسن” من كل الحكومة.. يعني ما عنده سُلطات في إيقاع المشاركة.. ثم أضاف قائلاً: إذا عايز “الحسن” ينفرد بالحزب ما في طريقة تاني).. فالشاهد أن هذه الإشارات جاءت على لسان “علي السيد” في حواره مع (المجهر) الذي أجرته معه الصحفية النابهة “هبة محمود” بتاريخ الخامس من ديسمبر 2018م.. علاقة “الحسن” و”علي السيد” بأسلوبها المباغت وملامحها المجلجلة خلقت هالة واسعة من الحيرة الشديدة والدهشة الواضحة والاستنتاجات المربكة من جانب قيادات وكوادر الاتحادي الأصل، وقد كان تيار أم بدة الذي ينتسب إليه “علي السيد” أكثر غضباً في الساحة الاتحادية من قيام هذه الخطوة بحكم القطيعة السياسية الغليظة المعروفة بينهم وبين “الحسن”، ظلت لقاءات الرجلين تحدث على إيقاعات منتظمة في مناخات مثيرة وأجواء تخطف الألباب والأبصار، وكان مسرحها دار (أب جلابية) وطيبة الشيخ “عبد الباقي” ودار المرحوم “الخليفة أحمد محمد الحسن كمبال” فضلاً عن الزيارات المشتركة للعديد من رموز الحزب.. لقد شعر “الحسن” بأن الجرح سيكون مفتوحاً بينه وبين بعض قيادات أم بدة، التي على خلاف معه، أمثال “طه علي البشير” و”محمد فايق” و”بابكر عبد الرحمن” و”أبو سن الدابي” وأغلب الظن أنه تعامل مع “علي السيد” بحسبان أنه رجل من ثلج مختلف في طباعه لا يبالي بالمقاطعات ولا يحبذ الوقوف في محطة واحدة، ولا تؤثر عليه المرارات.
السؤال المنطقي.. ما هي ثمار العلاقة الملحمية بين الاثنين؟ وماذا حققت للاتحادي الأصل، في الصورة المقطعية كانت ملامح الزخم الكثيف والتشويق الكيميائي تتضح أكثر من إيقاعات التوافق والتماهي على صيغة سياسية مشتركة بين الرجلين.. من الواضح أن “الحسن” مارس الشد التلقائي نحو “علي السيد” وظل يبادر بالاتصال به وفتح المحاججات معه في حين كان “علي السيد” يستجيب على تلك الخطوات، لا يبالي بالإعصار الكثيف الذي يضرب كنانته!! وربما كان “الحسن” يطمع في الاستفادة من قدراته في التنظيم والإلمام باللعبة السياسية، وقد حاول الكثيرون الوصول إلى ملامسة أبعاد وفحوى تلك اللقاءات الثنائية بين الرجلين اللذين يجلس كلاهما في قاطرة مختلفة.. في لقاء “الحسن” مع “أزرق طيبة” قال “علي السيد” لم تكن هنالك ثمرة واضحة من هذا اللقاء الذي جرى في معقل الطريقة القادرية العراقية، وفي الاجتماع الشهير الذي نظمه القطب الاتحادي “محمد نجل الخليفة محمد الحسن كمبال” ذكر “علي السيد” في ذلك الاجتماع الكبير بأن “الحسن” لم يكن مفوضاً من والده السيد “محمد عثمان” الشيء الذي أزعج أنصار “الحسن” في ذلك الاجتماع.. هكذا يرجع “علي السيد” إلى قناعاته عقبة كل اجتماع مع “الحسن” في ظل الضجيج الصاخب بينما لا يدب اليأس في دواخل “الحسن” من معاودة القرة معه والتي اختفت بغيابه الذي طال خارج البلاد، في المحصلة هنالك مشهد مثير وخلاب في لقاءات “الحسن” و”علي السيد” جعلت دنيا الاتحاديين تحرق أعصابها وعروقها من خطوة رجلين كأنهما يجلسان في الاتجاه المعاكس على الطاولة!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية