يا ريس .. بالحتة الفيها الحديدة!!
بقراره الذي ألغى به جميع مهرجانات السياحة والتسوق، يكون السيد الرئيس “عمر البشير” قد انحاز لجماهير شعبه وأوقف الفوضى التي يريد لها البعض أن تستمر لتستمر مصالحهم ولا تنقطع النقاطة التي توفر سيولتها مثل هذه الفعاليات (اللا ودت لا جابت)، وخلوني في البداية أقول إننا لسنا ضد المهرجانات والاحتفالات في المطلق، بل على العكس اعتبرها واحدة من الضروريات في حياة الشعوب، لكن وضعنا الاستثنائي الذي نواجهه لا يضعنا في مرتبة واحدة معها وليس بيننا وبينها وجه مقارنة، خاصة وأن حصيلة هذه المهرجانات صفر كبير وهي لم تنهض بسياحة ولم تصبح بلادنا بسببها، مقصداً للسياح والزوار، ولم نحصد من خلالها جوائز عالمية ولا حتى ترتيب متقدم في منظمات عالمية كاليونسكو، وظلت مهرجانات عك ولت سيئة التجهيز والتنفيذ محاطة بلوبيات وماشة بالشلليات، لم تشهد تطوراً في فكرة ولا دهشة مضمونة، بل هي مهرجانات تقليدية، حفلات افتتاحها مملة وختامها أكثر مللاً، وبعد دا كله أصبحت هذه المهرجانات سبباً في هدر المال العام الذي أولى به أوجه صرف هي الآن في مقام الضرورة القصوى والضائقة وصلت الناس في حلوقهم، ولقمة العيش كلفتها هدراً للزمن وضياعاً للعافية وقوفاً في الصفوف بشكل مهين لا يشبه الشعب السوداني، أقول بهذا القرار أكد الأخ الرئيس أنه مننا وفينا، وقد انحاز للطبيعي والمنطقي والمطلوب في انتظار مزيد من القرارات انحيازاً للغبش، وقوفاً في وجه الطواغيت وتجار الأزمات وسماسرة الفوضى الذين حولوا حياة هذا الشعب إلى جحيم لا يطاق، استغلوا كل الظروف لمزيد من التضييق ومزيد من شد الخناق على رقاب العباد، لنأمل أن يكون قرار إلغاء المهرجانات هو بداية لقرارات حقيقية توقف مظاهر الترف والفشخرة التي تقوم بها كثير من الجهات الحكومية، وكفانا مهازل وفضائح لفعاليات ومهرجانات بدائية التنفيذ، ليس فيها إدهاش ولا ابتكار، وما يصرف فيها من ميزانيات ما هينة وكلفة عالية، لكنها بتمشي وين، الله أعلم، والنتيجة مستويات متواضعة في المحتوى، وتفاصيل فطيرة تسيء لمستوى المهرجانات المحترمة التي نشاهدها ونسمع عنها، وما مهرجان البركل الأخير إلا أكبر دليل على ذلك، وما مهرجان الفيلم العربي الذي شهدته قاعة الصداقة إلا برهان على ما قلنا.
فيا سيدي الرئيس أنت تعلم جيداً أن المواطن السوداني كفر بالمعارضة ورمى طوبتها من بدري، ولا ينتظر منها تغييراً ولا حتى انحياز لقضاياه، وفي ذات الوقت هو غاضب من سياسات الحكومة وبطء أداء وزرائها، وزعلان أكثر من استفزازات بعض منسوبي الحزب الحاكم، الناس ما عاد لديها سوى بصيص أمل في أن تنصفها بمثل هذه القرارات المفاجئة الصحيحة التي نحن في انتظار المزيد منها، تحميك إرادة شعبك ويسند ضهرك الغبش أخوان فاطنة وبالحتة الفيها الحديدة.
}كلمة عزيزة
إذا كانت هناك شركات وجهات راعية تدعم مهرجاناً كمهرجان الجزيرة أو بورتسودان، عليها أن توجه هذه الرعاية بالكامل لخدمة مشروع إستراتيجي يستفيد منه سكان هاتين الولايتين، ليكون المشروع رمزاً للمسؤولية المجتمعية لهذه المؤسسات.
}كلمة أعز
تاني يا ريس بالحتة الفيها الحديدة.