أخبار

من يحمي الدعم السريع؟

قرأت في جريدة مقالاً تحت العنوان أعلاه في يوم (الخميس) الموافق (22) نوفمبر العدد (2302)، ولقد جاء في حيثيات ما نوه إليه كاتبه، قال إن قوات الدعم السريع ظلت تتعرض لحملات سياسية من خلال أبواق إعلام معارض وآخر مستقل، وحتى الموالي ظل ينهش في جسدها بوعي أو بغير وعي ويهزأ البعض بهذه القوات النظامية دون أن تجد تلك القوة الدعم والسند الذي تستحقه والحماية القانونية والسياسية، ولم يكتف بهذا القدر من استهداف الدعم السريع من بعض المغرضين، قال هنالك جماعات منظمة تجتمع وتنفض لوضع خطط للتحريض وبث للشائعات حولها لتتلقفها أجهزة الإعلام وتجعل من الأكاذيب حقائق والأماني وقائع.
عليه فإن الذين يروجون للإشاعات والأكاذيب بقصد النيل والتشهير بقوات الدعم السريع حقيقة لا ليس فيها وهنالك من يحمل على الاعتقاد بوجود خلية لم يكشف النقاب عنها بعد تعمل من خلف الكواليس ضد تلك القوة من أجل إحباط همة قادتهم بتلفيق التهم لإشانة السمعة ، والدليل على صحة هذا الكلام ما نشر في إصدارة (الصيحة) الصادرة في يوم 28/6/22016م، بقلم الأستاذ :محجوب عثمان” تحت عنوان الدعم السريع بالشمالية محاولات لزرع الفتنة عبر الأسافير على حد قول الإصدارة، هنالك معلومات لم يتم التأكد من صحتها إلا أنها وجدت أرضاً بوراً ونمت فيها بسرعة شديدة، ووصلت رسائل في منتصف الأسبوع تتحدث عن دخول قوات الدعم السريع لجناين الفواكه والمانجو في ملحية الدبة واتلفوا الأشجار وروعوا المواطنين واغتصبوا فتاة في دنقلا ودخلوا لنهب السوق.
إصدارة (الصيحة) قامت بجولة تحريات لاستطلاع آراء المواطنين الموجودين في محيط الحادثة لمعرفة الحاصل بالضبط على أرض الواقع، في ما نسب إلى قوات الدعم السريع وخاصة فيما يختص باغتصاب فتاة دنقلا ، والتهم الأخرى المنسوبة إليهم، فلم تجد الجريدة شخصاً واحداً يؤكد صحة تلك الدعاوى بالثابت من الأقوال والأفعال، بل استفادت من شهادة قائد الفرقة (19) مشاه بالقوات المسلحة المرابط في مدينة مروي بالولاية الشمالية حيث أكد اللواء ركن “عادل حسن حميدة” أن ما أثير أخيراً حولها عبارة عن أكاذيب، وقطع الشك في كون تلك القوة متواجدة في مواقعها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تحدث خبراء عسكريون لصيقو الصلة بهذا الملف لشبكة الشروق برؤية داعمة لقول اللواء “حميدة” ، مؤكدين أن كل ما روج حول قوات الدعم السريع التي وصلت إلى الولاية الشمالية أخيراً صدر من الأعداء والفلول التابعة إلى الحركات المتمردة ومن يناصرها، كما أشار في مستهل الحديث إلى المهمة التي جاءت من أجلها قوات الدعم السريع، متمثلة في منع تسلل المتمردين من الحركات الدارفورية إلى الولاية الشمالية لمكافحة المخدرات والاتجار بالبشر.
أما بخصوص الإدعاءات بصدد تعدي بعض منسوبيها على المواطنين كحلق رؤوس الشباب في الشارع العام، المفروض مثل تلك السفاسف لا تحسب على قوات الدعم السريع، بل هي أفعال غالباً ما تحدث من أفراد متفلتين، ومثل تلك الأمور عادي واعتيادي تحصل وفي أرقى الجيوش عدة وعتاداً، وهي بالطبع سلوك أفراد ليست مقبولة لدى القادة، وإذا تم ضبط واحد من منسوبيه بمثل تلك الجرائم يقبض عليه ويقدم للمحاكمة في شكل عدالة ناجزة بموجب المواد المنصوص عليها في القانون الجنائي، فالشيء الواضح بصدد تلك الإرهاصات يوجد هناك لوبي يعمل من خلف الكواليس ضد قوات الدعم السريع لإثارة الكراهية فيأخذوا من السقطات والهفوات البسيطة التي يعملها ضعيفو النفوس في قوات الدعم السريع، ويترجمها الذين في قلوبهم مرض في شكل غاية، ويصنع منها دعاية بقصد خلق فتنة ما بين الحكومة وتلك القوات، فلتأكيد هذا الإدعاء بغض النظر عن المناطق النائية في الولايات، اليوم وليس الغد تحصل بعض الجرائم بداخل العاصمة القومية الخرطوم ممثلة في اغتصاب الأطفال القصر وقتلهم وسرقات ونهب مسلح ونهب موارد الدولة الاقتصادية بواسطة القطط السمان، وكثير من الجرائم الكبيرة التي روعت المواطنين وجعلتهم في حيرة من أمرهم (لماذا مثل تلك الجرائم لم تأخذ صدى وزخماً إعلامياً كالحاصل بقوات الدعم السريع).
أما من ناحية الفروسية والفداء والتضحية ، نضع الشهيد العقيد “حميدان السميح” الذي استشهد في معركة وادي هور بشمال دارفور مثالاً، إذ كان شهيدنا يتجول بين جنده راجلاً وسط دبابات العدو ليحثهم على التقدم لمنازلته إلى أن دهسته دبابة وأودت بحياته، وبصدد الصبر والمثابرة والرضا بقضاء الله وقدره نضع الوصية التي قالها والده (السميح) إلى نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع في يوم عرس الشهيد بنيالا، قال لهم: حافظوا على البلد، وعلى الشهيد رحمة الله، هل توجد وطنية أكثر مما قاله والد الشهيد ولا حتى يوجد فداء وتضحية أكثر مما قدمه العقيد “حميدان السميح”.
فليكن لدى علم وفحوى من ليس لديه علم عن النشأة والتكوين، إنها قوة عسكرية ضاربة تم تكوينها من خيرة الشباب الوطنيين بمرسوم دستوري من رئاسة الجمهورية وهي معترف بها لدى قوات الشعب المسلحة وجهاز الأمن الوطني والقوات النظامية الأخرى لتقوم بكافة الأعباء القتالية، ويكفيها فخراً أنها متقدمة الصفوف لتسند ظهر قوات الشعب المسلحة وجهاز الأمن عند البلية وتشد من آزرهم في ميدان القتال، إذا دارت رحى الحرب وحمى الوطيس تتدخل لحسم المعركة لصالح حكومة المركز، والشاهد على ذلك الانتصارات الكثيرة التي حققتها في ميدان المعارك في إقليم دارفور وعلى الحركة الشعبية قطاع الشمال في كل من ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق ووجودها ملحوظ وسط المقاتلين وهي لا تفر ممن يكر ولا تكر على من يفر.
نخلص القول ، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات الدعم السريع تحت قيادة وإشراف الفريق “محمد حمدان دقلو” الملقب (بحميدتي) قوة رشيدة ومعتمدة عليها ويرجى منها في بسط هيبة الدولة وضبط الأمن والاستقرار، تلقت تدريبات عسكرية في مجال التكتيك الحربي وإطاعة الأوامر الصادرة إليها من قادة قوات الشعب المسلحة وجهاز الأمن والقوات النظامية الأخرى وقادتهم الميدانيين، والأهم من ذلك كله يمكن جمع تلك الأسلحة التي بحوزتهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك لتودع المخازن، ويذهب المقاتلون إلى الثكنات، ويمكن أن يستنفروا مرة أخرى إذا دعت الحاجة إليهم، وهذا ما لزم توضيحه بإيجاز.
الشيخ الله جابو سرور

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية