ربع مقال

أمجنون أنت يا “جنيد”؟

د.خالد حسن لقمان ‏

.. كيف يمكنكم أن تثقوا في الله سبحانه وتعالى إلى الحد والمدى الذي تصلون فيه إلى مرحلة التصديق الكامل والإيمان الراسخ بقربه منكم واستجابته سبحانه وتعالى لدعائكم إذا ما دعوتموه صادقين بكامل التصديق.. ومؤمنين بكامل الإيمان؟!.. إليكم هنا هذه القصة عسى أن تنير لكم ولنا هذا الطريق الإيماني المؤدي إلى جنات الرحمن الرحيم:
‏(سمع الإمام الجنيد هاتفاً يناديه في المنام ‏يقول: أنهض يا عبدي، وأنقذ عبدي..
قال: ‏أين أجد عبدك؟ يا رب.. قال أركب دابتك وأين ‏ما تقف ستجد عبدي.
‏فقام من نومه وكان قد قرب آذان الفجر، فتوضأ وركب دابته، ومشى في أزقة بغداد حتى وقفت ‏الدابة عند باب مسجد، فقال لعله في الداخل، فدخل، فوجد رجلاً يبكي ويناجي ربه أن يفرج ‏كربه ويُقيل عثرته، فعرف الجنيد أنه الشخص ‏المطلوب.. فأخذ مائة دينار وأعطاها للرجل فأخذها منه ولم يشكره أو يلتفت إليه، وأخذ ‏يبكي ويشكر ربه.
فقال له الجنيد: يا أخي إن لم تقضِ النقود حاجتك، فاسأل عني في بغداد، سيدلُّوك عليَّ أنا جنيد البغدادي..
فرد الأعرابي: ‏أمجنون أنت يا جنيد؟!
قال: لماذا؟
قال: أتريدني ‏أن أترك الذي أيقظك من نومك لأجلي، وسخرك ‏لتقضي لي حاجتي، وأركض خلفك في شوارع بغداد؟).
نعم.. فلنتعلم من هذا الأعرابي كيف نثق في الله تعالى، ولنلتمس معاً سبيل الإيمان الصادق واليقين القاطع لننجو بفضله تعالى وكرمه ومنته من هذه الدنيا الفانية، إلى جنة عرضها السموات والأرض.
طابت جمعتكم ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية