.. ما نسمعه ونعايش بعضه بأنفسنا في المستشفيات والمستوصفات الخاصة من ضغط وتحامل متزايد علي المرضى وذويهم يبعث بالتأكيد على الأسى والاستياء بل والغضب في بعض الأحيان إذ تجد بعضهم وقد استثارتهم بعض المواقف أثناء تواجدهم مع مرضاهم في هذه الأماكن العلاجية فينفعلون بغضب شديد مما أدى في بعض الحالات للاعتداء والضرب على كوادر طبية وطبية مساعدة، وهي بالتأكيد صورة سيئة وقبيحة ودخيلة على مجتمعنا الذي يقدر أفراده مهنة الطب ويضعها في مقدمة المهن الإنسانية الرفيعة المقصد والنبيلة السلوك ، ولكن ما يحدث الآن بهذا الضغط الكبير على المواطن من قبل بعض ضعاف النفوس من هذا الوسط الإنساني، أمر يستلزم الصراخ في وجه هؤلاء، وبينهم أطباء وأصحاب مراكز ومستشفيات استثمارية لأن يلتزموا بأعراف المهنة وإنسانيتها فيتركون هذه الأطماع الدنيوية البغيضة التي تدعو بعضهم لاستغلال المرضى تجارياً سواء كان عبر خدماتهم المباشرة بواسطة أطباء تلك المراكز أو عبر استجلاب أطباء أجانب من الخارج في تلك المستشفيات وعرض خدماتهم على المواطن بتكاليف باهظة وغير منطقية مطلقاً ، وكذا رفع تكلفة العلاج والتنويم إلى أرقام فلكية لا يقوى عامة الناس على تحملها، وهو حال جعل كثيراً من الناس وللأسف يخفون أمراضهم حتى لا يكلفون أهليهم فوق طاقتهم إلى أن يسلموا الروح ويصبحون في عداد الموتى .. وصحيح أننا يجب أن نصرخ في وجه مؤسسات الدولة الرقابية لتحمي المواطن من استغلال هؤلاء المنعدمي الإحساس والضمير، ولكن ماذا نفعل وقد بح صوتنا ونحن نفعل ذلك كل يوم، ولم يبق لنا إلا أن نخاطب هؤلاء الأطباء وأصحاب المستشفيات الخاصة على هذا النحو المباشر عسى ولعل أن يصيب بعض ما نقول هنا ضميراً لا زال حياً فيستجيب صاحبه ويعود إلى رشده وإنسانيته ..
