حريق سوق أم درمان …جرس إنذار!!!
لن يخرج الحريق الكبير الذي شهده سوق أم درمان العريق أمس عن دائرة الفوضى والعشوائية التي نعيشها، وسوق أم درمان ظل مثالاً لها بكل تفاصيله التي لم تكن خافية على مسؤولي الخرطوم السابقين ولاة أو معتمدين، لكنهم للأسف جميعاً غضوا الطرف عنها لتنفتح عيونهم على هذه الكارثة التي نحمد الله عليها لأنها مهما تعاظمت تظل صغيرة طالما أننا لم نفقد أرواحاً غالية من العاملين في السوق، ولعل الكارثة بهذا الحجم تجعل ولاية الخرطوم في عهدها الجديد تفتح ملف التخطيط للولاية الذي ظل مجرد شعار مرفوع لا وجود له على أرض الواقع، وما ينطبق على سوق أم درمان ينطبق تقريباً على كل أسواق الخرطوم الشعبية التي هي المتنفس لغالبية سكانها وهي لا تخلو يومياً من المئات إن لم يكن الآلاف من روادها، وهي جميعهاً عبارة عن دكاكين أو أكشاك متراصة ومتلاصقة مصنوعة من مواد سريعة الاشتعال وبدائية تتخللها ممرات ضيقة تعبرها توصيلات الكهرباء، وده معناه أن أقل التماس كهربائي فعلى الدنيا السلام، وما حدث في أسواق أم درمان أكبر شاهد على ذلك، إذ أن الخسائر تضاعفت لأن عربات الإطفاء عجزت عن الوصول إلى مكامن الحريق نسبة لأن السوق غير مخطط وأزقته لا تتسع لعجلة ناهيك عن عربة بحجم عربة الإطفاء، وبالمناسبة أنه سبق وغيرنا من الأخوة الزملاء قد نبهنا إلى خطورة هذه الفوضى وطالبنا في أكثر من مرة أن تتخذ المحلية قرارات صارمة بشأن تنظيم سوق أم درمان تحديداً، لأن العراقة والاحتفاظ بالإرث ليس معناه العشوائية والتخبط، ومدن كثيرة عالمية احتفظت بعراقة أحيائها وأسواقها لكن بفهم ونظام مثل دمشق والقاهرة وجدة وعمان فجمعت بين القديم والجديد ليصبح عامل جذب سياحي وثقافي وبالتالي يعود على خزينتها بمردود اقتصادي كبير وتصبح قبلة للسواح والباحثين عن عبق الماضي.
لكن خلوني أقول كمان إن من لا يستفيد من الأخطاء والإحداث و التجارب سيظل يأخذ على رأسه ويطلع من مصيبة ويقع في أكبر منها وها أنا أدق ناقوس الخطر المحدق الذي يترصدنا بسبب طلمبات البنزين التي تتحكر وسط الأحياء لا أدري من الذي صدق بها وبأي منطق وبأي مبرر، ولو أن شرارة غدارة لا قدر الله لأمست تانكر من التناكر لحدثت كارثة لا تحمد عقباها، وبالتالي على حكومةً الفريق “هاشم” أن تعيد النظر في هذه التجاوزات التي تهدد أرواح الناس ليكون حريق سوق أم درمان سبباً في إعادة تخطيط العاصمة التي تمددت واتسعت حدودها محتوية العشرات من الأسواق التي هي بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، لكنها ظلت عصية على التخطيط والتحديث، لأنها تحرسها قوى ذات مصالح وإمبراطوريات تجعل منها قلاعاً لا يجرؤ معتمد أو مسؤول على الاقتراب منها.
كلمة عزيزة
لا أدري كيف ستتقدم بلادنا هذه وإنسانها أصبح رهيناً للأزمات والصفوف، ماذا نتوقع من شخص يقضي سحابة يومه متنقلاً مابين صفوف الصرافة والخبز والبنزين، كان الله في عون الإبداع والاختراع …كان الله في عوننا جميعاً.
كلمة أعز
الأخ وزير البنى التحتية هل يمر بشوارع الخرطوم واللا ماحصل غبر قدميه بوعثاء الدروب فيها، يا سيدي وزارتك دي شغالة شنو؟ وكل حفرة بينها وبين الحفرة حفرة، وشوارع الإسفلت لا تحمل من الإسفلت إلا اسم قديم وبعضاً من ذكريات حاجه اسمها شارع الزلط .. غايتو حيرتونا!!!!