.. لا أدري متى سيدرك العزيز “معتز موسى” – رئيس الوزراء، ووزير المالية، ومعه رهطه الماسكون بملفنا الاقتصادي بأن اعتماد طريقة إطفاء الحرائق لن تجدي مطلقاً في تجاوزنا لهذه المرحلة الحرجة لاقتصاد البلاد، ببساطة لأن الأمر بات أكبر من رقع بقعة في الثوب الممزق بألف ثقب ليعود الثوب لحالته الأولى أو على الأقل ليؤدي المطلوب منه بأقل مستوى يستر الجسد والحال .. وكما قال الشاعر العملاق “حميد” يرحمه الله ،على شفاه الراحل الجميل “مصطفى سيد أحمد” يرحمه الله، في أجمل أغانيه (عم عبد الرحيم) عندما حكى حال (أمونة) رفيقة دربه :
( أمونة الصباح ..
قالتْلُو النـِّعال والطِرقى .. إنَهَرَنْ
ما قالتْلُو جِيب
.. شيلِن يا الحبيب غشّهِن النُقُلْتـِى والترزي القريب
بس يا أم الحسن ..
طقّهِن .. آ .. بِفيد .. طقّهِن .. آ .. بزيد
إنطقّن زمن
وإن طقّ الزمن .. لازمِك توب جديد بى أيـّاً تمَن
غصباً لي الظروف .. والحال الحَرَنْ ) ..
.. الأمر ببساطة يا أخوانا الذي نحبه بصدق (معتز موسى) يحتاج أكثر من خرطوم المياه الذي تحمله بيدك الآن لإطفاء حريق شب هنا أو هناك .. لقد بات الأمر يحتاج لشجاعة كبيرة لإجراء عملية جراحية كاملة ليس فقط في ملف الاقتصاد فقط بل في أداء الدولة كله بسياستها الاقتصادية والخارجية وتوجهها الاجتماعي، وأيضاً الإعلامي . يعني يا “معتز”، نحن محتاجين النيل كله بتاريخه وثقافته وفكره وأهله لإطفاء حرائقنا حتى نعود لنحيا من جديد كما يحيا الآخرون من حولنا .. وحتى نكون أمام هؤلاء جميعاً، فنحن الأحق بالريادة والتقدم والازدهار، وتاريخنا يشهد وماضينا يحدث بلا تنطع أبله ولا غرور أجوف ..