صعوبة استئناف العام الدراسي ونفير النظافة!!
يبدو أن والي الخرطوم الفريق أول “هاشم عثمان الحسين” اضطر من فرط ما وجد من انهيار كبير في منظومة النظافة بمحليات ولاية الخرطوم، إلى الدعوة إلى نفير للنظافة يوم أمس (السبت) استنفر فيه إلى جانب الأجهزة الرسمية المواطنين.
تعثرت المحليات في القيام بدورها كاملاً في عملية نظافة الأحياء وباتت عبارة عن أكوام من الأوساخ، كأنما الناس في القرن السابع عشر، تطور عمراني وتمدد وجماليات على الشوارع ولكن تكسوها الأوساخ التي تقف أمام أي بناية وشارع إسفلتي ولا حياة لعربة نفاية لتقوم بدورها والمحليات تقوم ودون أي حياء بإرسال موظفيها لجمع رسوم الخدمة!
النظافة كاملة تبدأ من المواطن وتنتهي عند المحليات والولاية لتحقق لنا عاصمة حضارية نظيفة، في سابق السنوات كانت المحليات تقوم بعمل مسابقات نظافة للأحياء وتكون هناك قائمة بالأحياء النموذجية في النظافة، ولكن اليوم بدأ التقاعس من المحليات وامتد للأحياء، وأتمنى للوالي أن يبدأ مرحلة جديدة يؤسس فيها لمشروع نظافة يجنبنا هذا الوجه القبيح من الأوساخ والنفايات.
مسألة ثانية .. دون أي تردد أعلنت وزارة التربية بولاية الخرطوم عن استئناف الدراسة بعد إجازة قصيرة استمرت لأسبوعين متتالين، وتناست معضلتين أساسيتين تقفان أمام استمرار الدوام الدراسي بالنحو المطلوب، وهي مشكلة الوقود والصفوف ما تزال متراصة والمواصلات بلغت مبلغاً من السوء يصعب معه أن تترك الأسرة أبناءها نهباً لهذا العناء، أما الإشكالية الثانية فهي استمرار صفوف الرغيف، والتي ربما تنعكس في صعوبة توفر وجبة الإفطار للطلاب والتلاميذ.
لا أعرف بأي تقدير قررت وزارة التربية استئناف الدراسة وهي سيدة العارفين، وهنا يطرأ السؤال المهم: هل تعمل أجهزة الولاية التنفيذية بمعزل عن بعضها البعض، قرار استئناف الدراسة هو قرار فني في الدرجة الأولى، ولكنه يحتاج إلى وجهة نظر جهات أخرى ذات صلة من شرطة الولاية وجهاز الأمن، ووزارة الرعاية واتحاد المخابز وإدارة النقل والبترول وغيرها من الأجهزة الأخرى.
كنت أتوقع من الولاية أن تضع الموضوع أمام جلسة مجلس الوزراء بدلاً من المكابرة، لكي تنظر وتهدي الولاية إلى الرأي السديد وفق التقارير المختلفة التي تقدم، حينها سيكون القرار مؤسساً على معلومات وبيانات، حنى لو كان الخيار هو استئناف الدراسة لأنه وقتها ستكون الولاية قد اطمأنت على المعالجات اللازمة، وإلا فأنه لا خيار أمام ولاية الخرطوم إلا مراجعة الموقف وإيقاف الدراسة إلى حين معالجة المعضلات الأساسية التي تؤثر على العام الدراسي.. والله المستعان.