الاقتصاد السوداني هل القادم أحلى؟؟
ما زالت القرارات الاقتصادية الأخيرة مسيطرة على المواطنين والحكومة والاقتصاديين، وما زالت الصدمة العنيفة لهذه القرارات مؤثرة على كل مناحي الحياة، وحتى يعلم الناس الأسباب التي أدت إلى هذه القرارات ظلت جولات مكوكية لوزير المالية والاقتصاد تزيل الغشاوة، فجلس رؤساء التحرير وكُتاب الأعمدة في قاعة أنيقة بنادي الشرطة ببري، وجاء مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود” ووزير المالية الأستاذ “بدر الدين محمود” والدكتور “محمد خير الزبير” وزير المالية الأسبق رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني، ووزير الدولة للإعلام الأستاذ “ياسر يوسف”. كان الغرض من اللقاء تنوير رؤساء التحرير وكُتاب الأعمدة بالقرارات التي صدرت، ولماذا جاءت في هذا الوقت، وإذا لم تصدر تلك القرارات ماذا سيكون الحال. التنوير الذي قدم من مساعد الرئيس “إبراهيم محمود” ووزير المالية والدكتور “محمد خير الزبير” كان مقنعاً، ولكن الوقت تأخر رغم أن وزير المالية قال لا يمكن أن يطلع الإعلاميين أو الناس بتلك القرارات حتى يستفيد منها التجار كما حدث في أوقات سابقة.
الدكتور “محمد خير الزبير” تعرض إلى الوضع الاقتصادي من خلال البرنامجين الثلاثي الذي انخفض فيه التضخم والخماسي الذي مضت سنتان عليه، وتحدث عن انخفاض الإيرادات، ولكن قال بأن جهات عليا أكدت أن نسبة النمو الاقتصادي في السودان أفضل، رغم الصدمة العنيفة التي تعرض لها الاقتصاد بأسباب متعددة.
الأرقام كانت حاضرة لوزير المالية الأستاذ “بدر الدين محمود” فقدم شرحاً للسياسات الاقتصادية وما جرى عمله وفق الجراحة التي أجريت، وقال إن الاقتصاد سوف يتعافى رغم ما حدث، موضحاً أن الشريحة الضعيفة سوف تستفيد من تلك السياسات برفع بدل الوجبة وزيادة المرتبات بنسبة (20%) والحوافز المقدمة. السيد الوزير كان هادئاً وشهيته كانت مفتوحة أكثر لتقديم إيضاحات لما حدث الآن، الهدوء صاحبه بعض التوتر القليل عند المداخلات قبل الأسئلة خاصة فيما يتعلق بالخبز، وقال لماذا نعتمد على شكل الخبز الواحد ففي العالم أكثر من نوع وشكل للخبز. وقال إن منتجي الصمغ لا يأكلون الخبز وكذلك ممن يقدمون للمركز، أصناف متعددة من الطعام لم يكن غذاؤهم الخبز. الوزير قدم روشتة العلاج رغم قسوتها، ولكنها سوف تكون مفيدة. أما الباشمهندس “إبراهيم محمود” مساعد رئيس الجمهورية قال الجراحة كانت قاسية، ولكن لا بد منها ليتعافى الجسد قبل أن ينتشر المرض في كل أجزائه، وبشر بأن المرحلة القادمة ستكون أفضل. وقال إن السودان لم يكن وحده الذي يعيش حالة اقتصادية مأزومة، ولكن مصر وغيرها من الدول تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة.
اللقاء كان مفيداً ولكن لم نحس بأن هناك تفاؤلاً، لأن البرنامج الخماسي لم يكتمل ورفع الدعم متواصل، فما زالت هناك حزمة في رفع البنزين والقمح، فنسأل الله أن يتعافى الاقتصاد قبل العملية القادمة وربما تكون أصعب من الآن.