ولنا رأي

قضايا النشر عرفتنا بهؤلاء!

قضايا النشر جعلت عدداً من رؤساء التحرير إلزاماً عليهم المرور على المحاكم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على أسوأ الفروض إن لم تكن أكثر من ذلك، كما هو الحال عند زميلنا الأستاذ “عادل سيد أحمد خليفة” رئيس تحرير الزميلة (الوطن) الذي ما إن دخلنا المحكمة إلا وقد وجدناه في مقدمتنا، وبالأمس شاهدنا الأستاذ والباشمهندس “عثمان ميرغني” رئيس تحرير الزميلة (التيار) ــ الموقوفة ــ داخل محكمة  الخرطوم شمال في إحدى قضايا النشر.
وقضايا النشر عرفتنا بقامات سامقة في مجال القضاء أمثال القاضي “مدثر الرشيد” بأدبه الجم وتواضعه، وكذلك القاضي “أسامة حسن عبد القادر” والقاضي “عصمت سليمان حسن”، باسمي الثغر يستمعون إلى قضيتي الدفاع والاتهام بمنظار واحد.
بالأمس جمعتنا المحاكم أيضاً بالأستاذ الأديب المحامي الضليع “الطيب العباس” أحد قامات القضاء الواقف الأستاذ “الطيب العباس” كان واحداً من الكتيبة المتمردة عقب انتفاضة رجب ـ أبريل، كانوا من الثائرين على امتحان مهنة القانون حتى أجبروا مولانا “عمر عبد العاطي” النائب العام والدكتور “صلاح معروف” مدير المكتب التنفيذي للأستاذ “عمر عبد العاطي” على الاستجابة إلى طلب أولئك الثائرين من خريجي كليات القانون، وكانوا أول دفعة يستجاب لطلبها بإلغاء امتحان مهنة القانون وقتها والاستعاضة عنه بمعهد للتدريب القانوني، وقد نجحت تلك الدفعة بعد أن قضت فترة التدريب وهم الآن قضاة ومحامون ومستشارون لشركات ومؤسسات داخل وخارج أرض الوطن، وكان من بينهم ابن مولانا “محمد ميرغني مبروك” رئيس القضاء في تلك الفترة الأستاذ “خالد”، وأعتقد أنه الآن في إحدى دول الخليج في موقع قانوني رفيع، التقيت بالأستاذ “الطيب العباس” في ساحة محكمة الخرطوم شمال، وهو يتولى الاتهام عن مستشفى “فضيل” في البلاغ المرفوع ضد صحيفة (المجهر) وضد رئيسها، ما كنت أتوقع أن ألتقي بالأستاذ “الطيب العباس” الذي ربطتني به علاقة قوية ليس في ساحات القضاء ولكن في ساحة الصحف، وهو قلم رصين ضل طريقه، كنت أتوقع أن ألتقي بالبروفيسور العالم الجليل أحد رموز هذا الوطن في أرفع مجالات العلم والطب “سليمان صالح فضيل” وقد شهدت له ساحات العلم بإنجازاته الرفيعة، وقد تفوق على أقرانه وهو صغير السن حتى تبوأ هذا المركز العلمي الرفيع، وقد قام بتأسيس أفضل مستشفى متخصص في مجالات الطب المختلفة، وهو يقصده الآن آلاف المرضى نظراً لتوفر أحدث المعدات الطبية به التي قل أن تجدها في مستشفى حكومي أو مستشفى خاص.
لقد تعرفت على البروفيسور “سليمان صالح فضيل” في عام 2005م، إن لم تخني الذاكرة، ونظراً لتفوقه قصدناه في حوار صحفي حكى فيه تجربته وحياته الخاصة وميلاده ودراساته وأيام الفرح التي عاشها.. وقتها كنا في بدايات رمضان، ورغم حرارة الجو لم يرفض لنا الطلب ووافق بأدب رفيع ينم عن سعة صدره، ولم يتهرب من اللقاء وكان لقاء صحفياً مميزاً، كما التقيناه في نفس اليوم في إفطار رمضاني درج على تنظيمه سنوياً الدكتور “طه طلعت” وجمع عدداً كبيراً من الأطباء، وكان من بينهم “الهادي أحمد الشيخ” اختصاصي العيون رحمة الله عليه، وحددنا أيضاً معه مقابلة فوافق وأجريناها معه بعيادته بأم درمان، وكان ذاك اللقاء فاتحة للتعرف على عدد كبير من المميزين في مجال الطب من أبناء هذا الوطن وزادت معرفتنا وتوثقت مع أولئك القامات الذين نفاخر ونفتخر بهم.. فالبروفيسور “فضيل” ما زال مرجعاً في مجال المناظير وفي مجال الطب الباطني، وقد نحت الصخر حتى يجعل من بين مؤسساتنا العلاجية تلك المستشفى التي ارتبطت باسمه، سقاها ورعاها وسكب فيها عصارة خبرته وعلمه لتقف شامخة تضم مع الكبار من المؤسسات العلاجية والطبية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية