عز الكلام

صباح الخرطوم الجديد!!

أكتب هذه الزاوية قبل ساعات من المؤتمر الصحفي الذي سيعلن من خلاله والي الخرطوم الفريق “هاشم عثمان” حكومته الجديدة، وهي لحظة ينتظرها مواطن الخرطوم بكثير من الاهتمام والترقب لأنه وحده المكتوي بنيران الفشل والإخفاق والإنجاز.
وخلوني كدي في البداية أقول حديثاً لن أمل تكراره إن والي الخرطوم الفريق “هاشم” يجلس على كرسي من نار، لذلك لم نهنئه بالتكليف بقدر ما قدمنا له الدعوات أن يعينه الله على هذه المهمة الصعبة، وهو رجل جاء إلى المنصب وهو يمتلك رصيداً عظيماً من النجاح حق له أن يفخر به حققه في مؤسسة عريقة وكبيرة كمؤسسة الشرطة التي نجح في إدارتها بشكل غير مسبوق، وبالتالي كل الأنظار تتجه إليه من هذه الزوايا، وهو مطالب أن يكرر ذات النجاح وذات التفاصيل في مسؤولياته الجديدة.. لكن ولاية الخرطوم هذه يختلف أمر إدارتها عن أية مؤسسة أخرى وهي مدينة دولة، وولاية بحجم بلد بما تضمه من ملايين السكان بمختلف وظائفهم وسحناتهم وطموحاتهم وآمالهم.. ولأن الوالي يقود حكومة يحركها معه، آخرون وهؤلاء مربط الفرس وبيت القصيد، فإنه لو امتلك “مصباح علاء الدين” فهو لن يستطيع أن ينفذ برامجه ما لم يكن الآخرون مثله بذات القوة والحماس والرغبة.. وخلوني أقول إن أزمات الولاية تكاد أن تكون مكشوفة ومعروفة وما عادت في حاجة أن نكررها على السيد الوالي أو نرددها في مجلسه وهي قائمة أصبحت محفوظة ومعروفة.
ومشاكل الخرطوم الولاية محصورة في أضلاع مثلث برمودا الخطير: النظافة والمواصلات والصحة، إضافة إلى انفلات الأسواق الذي أصبح هاجساً للمواطن وهي بلا رقيب أو حسيب، لكن برأيي أن أزمة الأزمات لولاية الخرطوم هم بعض المسؤولين أنفسهم أكانوا وزراء أو معتمدين، الذين يمارسون لعبة (جر حبل المهلة) وكأن قضايا المواطن ليست من الأهمية ليسرعوا في حلها أو إيجاد الحلول الناجعة لها، ومعظم الملفات يعلوها التراب ونسج حولها العنكبوت خيوطه وأصبحت أمراً واقعاً، وكأن الخرطوم لا تصبح الخرطوم إن لم تكن فيها أزمة مواصلات.. وتفقد اسمها وعنوانها إن غابت عنها تلال القمامة أو خلت شوارعها من النفايات.
لكل تلك الأسباب ينتظر مواطن الخرطوم إعلان الحكومة الجديدة، ليس رهاناً فقط على الأسماء التي ستضمها لكنه رهان على حسن الإدارة التي سيبديها الوالي الجديد وعلى الانضباط الذي سيفرضه على وزاراتها ومحلياتها.. والفريق “هاشم” رجل ذكي ما بخلي شغلته لزول من غير أن (ينجضها) بنفسه، لذلك أتمنى أن يحدد للحكومة الجديدة سقفاً زمنياً بعده يرفعون التمام إنجازاً وتماماً للتكليفات للمشاريع التي تعني مؤسساتهم ومحلياتهم.
في كل الأحوال، مع خروج هذه الزاوية إلى النور نكون قد علمنا تفاصيل الحكومة الجديدة، ومنذ الآن نبدأ معهم رحلة الحساب إنابة عن مواطن الخرطوم لنكون نافذة لطرح مشاكله ومعوقات تفاصيل حياته لنؤكد مجدداً أن الصحافة هي لسان من لا لسان له وهي عين المسؤول و(أضانه) حتى لا يبرر أحدهم أنه (ما سمع أو شاف أو جابوه ليه.. ومن هسي قولوا واحد، والحساب ولد).
{ كلمة عزيزة
أرجو أن يردم السيد الفريق “هاشم عثمان” الهوة الكبيرة التي ظلت تفصل بين مواطني الخرطوم ومنصب الوالي حيث لا مناص أمامه سوى الاستماع للناس مباشرة فعندهم تجد الحقائق بلا تزييف وتسمع منهم بلا فلترة أو (تزويق)، لا ترفع بينك وبينهم يا سيدي حائطاً ولا تقفل باباً، بل على العكس تعال إليهم حيث هم ليبادلوك الأفكار والأحلام.
{ كلمة أعز
أتمنى أن يكتب هذا الصباح للخرطوم عهداً جديداً من الإنجاز والتعمير، وأن تعمها طفرة حضارية تغيّر من أوجه البؤس والقبح فيها أينما كانت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية