{ ادعياء كثر تسللوا إلى الأوساط الإبداعية والإعلامية في زمان الغفلة والفوضى والعشوائية، تغولوا على العديد من المجالات لا يملكون الأهلية للانتماء إليها، ولا حتى القدرة على الوقوف في عتباتها، وهكذا وبالطرق الملتوية وجدوا أنفسهم فجأة على قمة مناصب، وتحت بريق الأضواء الزائفة، فظنوا وإن بعض الظن إثم ظنوا أنهم وصلوا إلى مكانة أكبر من النقد والتصحيح.
{ وهؤلاء الأدعياء وكما ذكرنا من قبل اعتادوا على ملأ الدنيا بالصراخ والعويل والضجيج (بكلام فارغ) وأحاديث وتعليقات غير موضوعية رداً على أي نقد موضوعي، ودائماً ما يعتبرون صاحب كل قلم يتوجه بالنقد لأي فعل يخصهم بأنه يستهدفهم، فينتفخوا وينتفضوا بغباء لمهاجمته وقذفه بعبارات غير لائقة.
{ وعلى هذا النحو أصبح كل صحفي صاحب وجعة يؤمن بقيم وأخلاقيات مهنة الصحافة ورسالة الإعلام يكتب بموضوعية، ويملك القدرة على انتقاد أي فعل ويوضح الحقائق من أجل الإصلاح والتقويم وتنبيه المعنيين بالأمر لعمل خطوات التنظيم لتصحيح المسار، تجده دائماً في مواجهة (أصحاب الألسنة الطويلة) التي اعتادت على تجميل القبح وتزييف الحقائق والتصدي بالدفاع عن الباطل عبر التطاول على كل صحفي نزيه ينتقد بموضوعية ويظلوا يرمونه بوابل من الألفاظ السوقية عقاباً له على جسارته في قول الحقيقة وكشف العيوب .
{ للأسف الشديد غالبية من يديرون الإعلام في كثير من المؤسسات العامة والخاصة وبالفعاليات الثقافية ليس لديهم الأهلية أو القدر على الرد بالمنطق والموضوعية واتباع الطرق الشرعية في الرد لتوضيح أو إيصال الحقائق ولذلك تجدهم يتجهون للإساءات والشتائم التي تهزم قضيتهم إذا كانت لهم قضية عادلة، بل وإن أساليبهم الهمجية هذه دائماً ما تفضح فشلهم وتؤكد موضوعية من انتقدهم.
{ والمسؤول الإعلامي الفارس والحصيف هو من يرد بموضوعية حتى على من يهاجم وينتقد بعيداً عن الموضوعية.
{ بفضل الله وتوفيقه منذ خطوتنا الأولى مع مهنة المتاعب وإلى أن صلنا إلى هذه المرحلة المتواضعة على بلاط صاحبة الجلالة، لم ننتقد أي شخص أو أي فعل بعيداً عن الموضوعية أو بسبب انطباعات شخصية أو من أجل الانتقام والانتصار للذات، كما أننا لم نعرف الكتابة بفرض الوصاية أو بيع الأقلام أو بطريقة ما يطلبه (المنتفعون).
{ ونحمد الله ونشكره على نشأتنا في بيوتنا على أدب الدنيا والدين وتربينا داخل المؤسسات الإعلامية المختلفة التي عملنا بها على العمل بجدية والحرص على الكتابة بموضوعية والالتزام بأخلاقيات المهنة.
وهذا ما أهلنا للجلوس لمحاورة عمالقة في قامة الروائي العالمي “الطيب صالح”، وفنان أفريقيا الأول والأخير “محمد وردي”، والفنان السفير “عبد الكريم الكابلي” ونجوم الدراما العربية القدير “عمر الحريري”، والقدير “يوسف شعبان” وغيرهم من الرموز والعمالقة في شتى المجالات.
{ وضوح أخير :
{ من عجائب وغرائب ومحن هذا الزمان إعلامي نكرة يدعي انس اقتران اسمه باسم عائلة (المغربي)، التي قدمت لنا العظماء من فرسان الآداب والفنون والإعلام أمثال الشاعر العظيم “مبارك المغربي” والنجمة الإذاعية والتلفزيونية والشاعرة الراحلة “ليلى المغربي” وأخواتها الرائعات، والإعلامي المحترم “يوسف المغربي”.
{ أخيراً اختم بمقاطع شعرية للرمز الوطني الأديب والزعيم السياسي الرائع العظيم والراحل المقيم
“محمد أحمد المحجوب” يقول فيها :
إنا وربك لا نزال بعهدنا .. نهوى الرشاد ونكره التضليلا
طلاب حق لا نبيح لباطل .. حق الحياة فيستذل النبيلا.
{ وفي موضع آخر يقول :
هذا زمانك يا مهازل فامرحي .. قد عُدَّ كلب الصيد في الفرسان.