تقارير

اجتماعات لجنة التشاور السياسي السودانية المصرية ..مناقشة التعاون الثنائي والملفات الإستراتيجية

انطلقت بالخرطوم أمس

الخرطوم : ميعاد مبارك
ظل الصحفيون قيد الانتظار في مباني وزارة الخارجية منذ منتصف ظهيرة أمس (الأربعاء)،حيث وصل وزير الخارجية المصري “سامح شكري” للبلاد متأخراً بضع ساعات عن موعده ،حيث كان في زيارة خاطفة للرياض ، استقبله بمباني وزارة الخارجية وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد”، وناقشا ما رفعته لهم اللجنة الفنية للجانبين التي عقدت اجتماعاتها أمس الأول ،بعدها توجه الوزيران إلى فندق كورنثيا حيث التأمت لجنة التشاور السياسي للبلدين برئاسة وزيري الخارجية ، تحضيرا للقمة الرئاسية التي تنعقد اليوم بالقصر الجمهوري بين رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير” ونظيره المصري “عبد الفتاح السيسي”.
عند الثانية ظهراً وصل وزير الخارجية المصري إلى البلاد حيث اجتمع بـ”الدرديري” بمباني وزارة الخارجية لقرابة الساعتين خرج بعدها الوزيران على عجل.
وقال سفير السودان في القاهرة “عبد المحمود عبد الحليم” في تصريحات صحفية عقب اللقاء :إن اجتماعات لجنة التشاور السياسي السودانية المصرية برئاسة وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” ونظيره المصري “سامح شكري” تعد بالكثير لمواطني البلدين.
وأوضح أن الاجتماع يأتي تمهيداً لبدء فعاليات اللجنة المشتركة بين الرئيسين والتي تبدأ صباح اليوم بالقصر الجمهوري. وقال السفير :إن اجتماع لجنة التشاور السياسي الدوري بالغ الأهمية لتبادل وجهات النظر وإحداث التنسيق المطلوب بين البلدين، خاصة مع تجدد الأحداث والمواقف وتسارع الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وأضاف: (الوزيران أكدا ضرورة أن تكون اجتماعات هذه اللجنة بصورة مستمرة وراتبه) .
وأضاف “عبد المحمود”: بحث الوزيران قضايا متعددة والعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، حيث أكد الجانبان اكتمال الاجتماعات الحالية للدورة الثانية للجنة العليا على مستوى الرئيسين، وأشادا بالتسهيلات والجهود التي قدمها السودان لإنجاح هذه القمة.
وأعرب الجانبان عن ثقتهما في مخرجات هذه الجولة التي ستنعكس خيراً على البلدين.وأوضحا أن البلدين سيوقعان في القمة على(12) مذكرة تفاهم واتفاقية في الجوانب التجارية والصحية والصناعية والثقافية والسياسية وكافة جوانب التعاون الثنائي التي فصلتها وثيقة اجتماع اللجنة الفنية وكبار المسؤولين التي أكملت اجتماعها أمس الأول.
وأعرب الجانبان عن ثقتهما بأن اجتماعات هذه اللجنة ستعزز ما تحقق في اجتماعات اللجنة في دورتها الأولى في القاهرة في أكتوبر2016 ، وأنها ستضيف نقلة نوعية جديدة لعلاقات البلدين باعتبار أن كلمة السر في هذه الدورة الخروج بمشروعات إستراتيجية ومصالح حيوية ينتفع بها شعبا السودان ومصر، وتحقق تطلعات البلدين التي لا سقف لها في مجال العلاقات السودانية المصرية، ومن أهم المشروعات الإستراتيجية التي يجري وضع اللمسات لها هي مشروع الربط الكهربائي والربط السككي الحديدي، وكذلك المشروعات المتصلة بالأمن الغذائي والمتصلة بتعزيز وسائل النقل الأخرى، وهيئة وادي النيل للملاحة، وإنشاء منطقة صناعية مصرية في الخرطوم، كذلك البرامج المتصلة في العلاقات في مجال الصحة والتعليم والثقافة وخلافه، وكل هذه الأوجه ستعكسها غداً الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها في خاتمة اجتماعات اللجنة العليا للرئيسين.
وأكد الجانبان على أهمية التئام اللجنة الرباعية بين الجانبين، وهي كما تذكرون كانت أحد مخرجات القمة السودانية المصرية في أديس أبابا في وقت مبكر من هذا العام على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، وهي تتكون من وزيري الخارجية ومديري جهازي الأمن والمخابرات في البلدين، باعتبار أنها تشمل المكون الدبلوماسي والسياسي والأمني.
وقرر الجانبان أن تُعقد اجتماعات اللجنة الرباعية نوفمبر القادم في الخرطوم، ونبحث الآن مع الجانب المصري التاريخ المناسب لعقد اجتماعات هذه اللجنة، ومنحت هذه اللجنة تكليف متابعة القضايا والشواغل العالقة والنظر في كيفية تعزيز التعاون الثنائي وترقيته في كافة المجالات.
وعبر الجانبان عن ترحيبهما وسعادتهما بملمح آخر للعلاقات بين البلدين تمثل في التواصل الشعبي والشبابي والبرلماني الذي ساد مؤخراً الساحتين السودانية والمصرية باعتبار أن البعد الشعبي سيظل الحارس الأمين للعلاقات السودانية المصرية .
وفيما يتصل بالراهن العربي والأفريقي أكد الوزيران وجوب إيجاد حلول سلمية للنزاعات في ليبيا وسوريا واليمن، وفيما يتعلق بسوريا أكد الجانبان تطلعهما لعودة سوريا للحضن العربي والجامعة العربية في أقرب وقت، واعتبرا ذلك تطوراً مهماً.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي أوضح “الدرديري” اهتمام السودان بالتطورات في ليبيا باعتبار أن ما يحدث فيها يؤثر سلباً وإيجاباً على السودان، خاصة من بعض العناصر من متمردي دارفور التي تعمل على الساحة الليبية مع أحد الفصائل المعلومة .
وأوضح الوزير بأن السودان سيشارك في اجتماعات بالينمو في إيطاليا للنظر في تطورات وآفاق حلول الساحة الليبية. وفيما يتصل بالأوضاع في المنطقة العربية عبر الجانبان عن اهتمامهما البالغ بما يدور في وحول المملكة العربية السعودية وتطلعهما كما وضح في البيانين الصادرين من السودان ومصر أن يعالج هذا الأمر بحكمة بحيث يفوت الفرصة على المتربصين بالعالم العربي والإسلامي، وأن تحل المشكلة في إطارها القانوني والدبلوماسي ، وفيما يتصل بالقضايا الأخرى جدد الجانبان اهتمامهما المشترك الخاص بمفاوضات سد النهضة ، كما استعرضا الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، ورحبا بالجهود التي تبذل لتحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة الهامة والإستراتيجية.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى استئناف الحوار حول موضوع سد النهضة بعد إزاحة ما كان يعطل عمل هذه المسارات الفنية واستئناف عمل الشركة الاستشارية والتكليف الذي منح لها ، وتركت الأمور التي لم تعالج والتي تحتاج للمزيد من المناقشات لاجتماعات اللجنة الرباعية التي تستضيفها الخرطوم في نوفمبر. وتعلمون أن موضوع المعدنين ظل يشغل بالنا لزمن طويل والجانب المصري بعث بمذكرة حددت المعدات بست عربات و 24جهاز كشف عن المعادن جاهزة للتسليم إما في (31اكتوبر أو7نوفمبر) في معبر أرقين
#جلسة افتتاحية:
في تمام الساعة السادسة والربع انطلقت الجلسة الافتتاحية لاجتماع اللجنة الوزارية برئاسة وزيري خارجية البلدين ،وأكد “الدرديري” في بدايتها تعزيز أواصر المودة والتعاون بين البلدين، ويأتي هذا الاجتماع امتداداً للاجتماعات التي حضّرت لانعقاد قمة الرئيسين اليوم في الخرطوم.
وأكد “الدرديري” أن الاجتماعات الفنية التي انعقدت (الثلاثاء) خرجت بنتائج مثمرة ووضع خطط لمشروعات لعدد من المشروعات : مشروع السكك الحديدية ومشروع المدينة الصناعية المصرية، وعمل الجانبين على(12) اتفاقية في مجالات التجارة والصحة والعمل والنقل والإعلام والهجرة وعدد من المجالات الدبلوماسية والفنية. ولفت إلى اجتماعات رجال الأعمال المصريين والسودانيين في الخرطوم، معرباً عن دعمه لمثل هذه الاجتماعات التي يري أنها تبشر بمشاريع قادمة.
من جانبه ، أعرب وزير الخارجية المصري عن سعادته بالتحضير للقمة الرئاسية، التي قال إنها تهدف لمقاصد سامية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبلدين، مؤكداً إيمان الجانب المصري بها، وهي من أرفع آليات التعاون وتعد اجتماعاتها فرصة هامة لتنفيذ الإرادة السياسية لقيادة البلدين للوصول بها لمقاصدها السامية.إننا نمر بمرحلة من أدق مراحل التي تمر بها المنطقة وتقتضي التنسيق المشترك مما يجعل التعاون والتنسيق أولوية لتعظيم مصالحنا المشتركة وهذا ما حققناه عبر الاجتماع المشترك حتى أصبحت مواقفنا المشتركة متطابقة ،إلا أننا لازلنا نتطلع للمزيد من النمو الاقتصادي بما يتناسب مع العلاقات بين البلدين، وأوضح أن ناتج التعاون الاقتصادي للعام الماضي لم يتجاوز (550) مليوناً صادرات مصرية للسودان ،في وقت بلغت وواردات السودان (103) ملايين دولار .
وقال “شكري” :إن المشروعات الجاري تنفيذها بين البلدين تشمل مشروعات الكهرباء المشتركة والسكك الحديدية وتذليل العقبات الصناعية والمشاريع الزراعية المشتركة وغيرها من المشاريع الهامة.
القمة الرئاسية:
يصل الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” إلى البلاد صباح اليوم (الخميس) حيث يستقبله رئيس الجمهورية في مطار الخرطوم، ويتوجه بعدها الرئيسان للقصر الجمهوري حيث تنعقد القمة الرئاسية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية