الديوان

الميارم والحكامات.. قائدات يستنهضن جهود المجتمع

النفير في دارفور تقاليد لم تمحُها الحداثة

الخرطوم ـ سيف جامع
بالرغم من تأثير العولمة وزحف الحياة الحضرية على المجتمعات التقليدية بالسودان إلا التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة ما زال مستمراً، خاصة في المناسبات التي تحتاج لتضافر كافة قطاعات المجتمع، مما يستدعي الناس موروثاتهم وقيمهم في مواجهة تلك المناسبات، سواء في المسرات أو غيرها، ونشطت في ولاية غرب دارفور هذه الأيام عمليات النفير التي أطلقها المجتمع لاستضافة الدورة المدرسية (28) إلى تستضيفها الولاية نوفمبر المقبل، حيث انتظمت كافة القطاعات في جمع المعينات المادية والمعنوية لإسناد حكومة الولاية في إنجاح الدورة المدرسية، وكانت نساء دارفور في مقدمة الذين شمروا عن سواعدهم لتنظيم الحدث، حيث أقمن نفرة كبرى بمشاركة اتحاد الشيخات والحكامات واتحاد المرأة، حصدت النفرة في يومها الأول أكثر من مليوني جنيه وغيرها من المعينات الأخرى، وأعلنت الحكامة المشهورة في الولاية بحمامة السلامة عن التزام الحكامات بتوفير الضيافة لكافة الضيوف، ودعت والي الولاية “آدم الفكي” بأن يطمئن على نحاج الحدث، وإن كل ميارم دارفور من خلفه ووسط الزغاريد والحماسة الكبيرة وسط النساء، تبرع نساء مدينة نيالا والمحليات الأخرى بمبالغ مالية للجنة العليا للدورة المدرسية، وأثنى والي الولاية على جهودهن، وقال إن الفعالية الهدف منها توحيد المجتمع واستنهاض روح التكاتف والتعاون بين الناس، وقال أنا مطمئن وسعيد بحراك الجميع نحو الحدث.
وتقول السيدة “زينب عبد الله أبكر” إن ولايات دارفور مشهورة بالكرم الفياض، ويتسابق الناس دائماً في إكرام الضيف، واشتهرت دارفور بالقدح المُسمى (بالمندولة) مشيرة إلى أنه يصنع من شجر الحميض ويضع فيه العصيدة سواء كانت من دقيق الدخن الجير أو غيرها، وتحت العصيدة تضع فراخ وسمن وعسل ويقدم إلى الضيف، وهنالك عادة بأن الذي يعثر على الفراخ أو السمن يغرم مبلغا ماليا معينا، مشيرة إلى قدح دارفور أو المُسمى بقدح (الميارم) عنواناً للكرم والجود، لذلك مع الدورة المدرسية سنحي دور القدح وسنعمل على راحة الضيوف إلى أن يغادروا الولاية.
وفي سياق المبادرات الشعبية لإسناد الدورة المدرسية أعلن رئيس تشريعي الولاية، “صالح عبد الجبار يوسف” عن تبرع المحليات بمعينات مبالغ من المال للدورة المدرسية، وقال إن المبلغ تجاوز (3.5) ملايين جنيه، و(195) جركانة زيت وشحن من البطاطس والبرتقال من جبل مرة و(5) قناطير عسل و(100) ناقة و(120) كرتونة صابون، وتبرع النازحون بـ(100) جوال فحم، وتبرعات أخرى من المواطنين تمثلت في (300) كرتونة طماطم من منطقة أبو حمرة و(150) جوال ليمون من محلية الردوم، وتوقع أن تصل جملة التبرعات الشعبية إلى (200) من الإبل و(4) آلاف خراف و(150) ثوراً، وأشار إلى أنها كافية لاستضافة الوافدين إلى الولاية لمدة أسبوعين.
وفي تتابع للجهود الشعبية قدم اتحاد المدارس الخاصة بالولاية مبلغ (300) ألف جنيه دعماً للدورة المدرسية وتبرعت الغرفة التجارية بالولاية بمبلغ (17) مليون جنيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية