لا تشارك أي دولة بوزاراتها أو مؤسساتها أو جهة ما أياً كان توجهها في فعالية أو تظاهرة ما لم تدرج على دفاترها أهداف ونتائج ومكاسب هذه الفعالية، فما بالكم إن كانت هذه الدولة، هي الدولة المضيفة، يعني هي صاحبة الفكرة والدعوة وما يترتب عليها من نفقات تذاكر وإقامة ونثريات وطاقم للتشغيل تعمل لإتمام الحدث إلا عندنا والأشياء تحدث خبط عشواء بلا دراسة وبلا استعداد وبلا أهداف، ولو أنا غلطانة فليصححني أحدهم والخرطوم خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، استقبلت ما قيل إنه (مهرجان الخرطوم للفيلم العربي)، وعندما أسمع مهرجان الخرطوم للفيلم العربي، فإنه يتبادر إلى ذهني وتقفز إليه قفزاً حتمية المقارنة بينه ومهرجانات أخرى طالما أنه يحمل اسم الخرطوم العاصمة التي ارتبطت في أذهان العالم العربي بأنها عاصمة (لا هينة لا لينة)، وهي خرطوم اللاءات الثلاث التي سندت ضهر العرب يوم انكسارهم وهزيمتهم، أقول إنني أقارن ما بين مهرجان الخرطوم ومهرجانات أخرى كمهرجان الإسكندرية السينمائي، ومهرجان القاهرة السينمائي، ودبي السينمائي، وقرطاج، ومؤخراً الجونه، وطبعاً لن أتطاول على مهرجانات كالأوسكار أو كان السينمائي، لأنه (ده شعراً ما عندنا ليه رقبة)، وهذه المهرجانات العربية قائمة على تقاليد راسخة تبدأ من (الريد كاربد) أو البساط الأحمر الذي هو ليس مجرد ممشى يتهادى فيه النجوم، ولكنه جزء أصيل من المهرجانات وتقليد راسخ فيها، إضافة إلى أن هذه المهرجانات تحشد ما تحشد من الأفلام المتنافسة ولجان التحكيم المنتقاة من نجوم كبار، والأهم أن مثل هذه المهرجانات يؤمها أعداد كبيرة من الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو، إضافة إلى حشد آلية إعلامية ضخمة للترويج للسياحة، وأحياناً كثيرة لتمرير بعض الأجندة السياسية، وكدي قولوا لي إمكن (أكون كبرت وما بشوف)، أي من هذه التفاصيل تنطبق على مسمى مهرجان الخرطوم للفيلم العربي، أي مهرجان يا سادة يا كرام والخرطوم نفسها ليس لديها فيلم منتج أو مشارك وما عندها سينما واحدة شغالة توحد رب العالمين، وكدي خلوني أسأل أي مهرجان هذا الذي يكون المشاركون فيه نجمين فقط، هما للأسف ليسا من نجوم الصف الأول الآن في بلادهما حضرا في حين تغيبت أو ترفعت “إلهام شاهين” و”هالة صدقي” صاحبة التعليق الشهير عن مطار الخرطوم، ولم يبرر أحد سبب اعتذارهما، خاصة وأن حضورهما ما كان سيغير من الواقع شيئاً و”إلهام” و”هالة صدقي” هما الآن فعلياً خارج دائرة المنافسة وآخر فيلم لـ”إلهام شاهين” (خلطة فوزية) كان قبل حوالي السبع سنوات، المهم والذي يهمني الآن سؤال واحد أود طرحه على الإخوة الذين نظموا هذه الفعالية التي لا ينطبق عليها اسم مهرجان البتة، السؤال الذي أود طرحه على الإخوة في مجلس الشباب العربي الأفريقي ما هي جدوى هذه الفعالية، ما هي أهدافها، بالعربي كده حنستفيد منها شنو وقد سبق لهم استضافه الشاعر “هاشم الجخ” من قبل وهاك يا قومة وقعدة والنتيجة لا شيء.
على فكرة واحد من أهم مؤشرات نجاح أي مهرجان هو الصدى الذي يتركه لدى الآخرين وتداوله لدى الأجهزة الإعلامية الخارجية، وطبعاً من أمبارح ما عندي شغلة غير القنوات المصرية لعلي ألطش خبراً عن هذا الحدث والنتيجة ما فيش.
الدايرة أقوله إن مثل كمثل (الديك الما بعرف الوقت)، يناسبنا تماماً وحصري علينا، لأننا نقوم بأشياء ما عندها علاقة بالزمن ولا الحدث ولا قراءة واقع الحال، وحالنا الآن يقول إن هذا المجلس كان عنده إمكانات محرقة روحه فليفتح بوابات الإبداع السوداني على الآخر، وليمد جسور الوصل بيننا ودول أفريقية تتنفس ثقافة وفناً كأثيوبيا وتشاد ودول الغرب الأفريقي، بمهرجانات حقيقية نعزز بها امتلاكنا لضمير الإبداع في أفريقيا متنفسنا وبوابتنا الخلفية.
فضونا بالله سيرة من التكريمات (الهلامية) وإن كان هناك من يستحق التكريم، فهم أهل الدراما في السودان القابضون على جمر الإمكانات المتواضعة، من يستحقون نفقات الإقامة وتذاكر السفر هم المحتاجون لها للعلاج كالرائع “نبيل متوكل” الصابر على امتحان المرض وابتلائه.
نحن لسنا ضد المهرجانات والانفتاح على الآخر، لكن كمان يا تنجضوا شغلتكم يا بلاش منها.
}كلمة عزيزة
أكثر ما يحزنني أن نعرض أنفسنا لطنقعة المتخمين ببريق النجومية ونشعرهم كأنهم (يا ما هنا ويا ما هناك)، ونبدو أمامهم في دونية لا تليق بالكبار، يا أخي الما بعرف قدر نفسه لا ينتظر أن يعرف الناس قدره.
}كلمة أعز
بالله عليكم ألا يحق لنا أن نلعن لعبة المحاصصة السياسية ألف مرة والمناصب يبتعد عنها مسؤولون منحوا لقب المعارض أو المنتمي لحزب غير حزب الحكومة، ما يستحق من الوطنية والمسؤولية والسلام كالأمير الوزير “بابكر دقنة” والأميرة “أميرة أبو طويلة” المعتمد السابق، لتأتي ذات المحاصصة بشخص كل كسبه السياسي أنه اختطف طائرة وروع ركابها.
عجبي عليك يا بلد