جوبا ما قبل تنزيل اتفاق السلام!!
لم يكن توقيع اتفاقية السلام في دولة جنوب حدثاً عادياً لشعبها، بعد حرب ضروس حصدت الأرواح، لذلك ظل الجميع في حالة انتظار لبدء تنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع وهو المهم عندهم، الفرقاء الجنوبيون والوساطة الأفريقية تواضعوا جميعاً على أن يكون يوم الثلاثين من الشهر الجاري موعداً لبدء تنفيذ الاتفاقية بحيث يعود زعيم المعارضة المسلحة الدكتور “رياك مشار” وأصحابه وبقية الفصائل الأخرى مرة أخرى بعد غياب اضطراري ليشاركوا في الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس “سلفاكير” وفق مضامين الاتفاق الذي تم.
لن تقف فوائد تنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان وتنزيل الاتفاق على الجنوبيين لوحدهم، ولكننا سوف نقاسمهم هذه الفوائد من عدة نواحٍ، أولها وقف حالة اللجوء الجنوبي المضطرد للشمال بسبب ويلات الحرب وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي في السودان، كذلك استفادة السودان من رسوم عبور النفط الجنوبي الذي بدأ في الإنتاج ويستمر ليصل إلى أقصى طاقته.
“مشار” ما زال يبدي بعض المخاوف بشأن التزام حكومة “سلفاكير” بما تم الاتفاق عليه، وله في ذلك الحق من واقع تجربته السابقة، فالرجل يريد المزيد من الضمانات، ومن هنا يبدأ التحدي الجديد للوساطة الأفريقية ودول الإيقاد لتسجل في دفاترها إنجاز عملية السلام في جنوب السودان.
وزراء الدفاع بدول المنظمة سيجتمعون اليوم (الاثنين) بالخرطوم، أهمية اجتماعهم تكمن في أنهم المعنيون بتنفيذ اتفاقية الترتيبات الأمنية وهي المحك الحقيقي، لذلك مطلوب من دول المنظمة أن تضع أساساً متيناً يوقف أي محاولات لاختراق الاتفاق.
مطلوب من زعيم المعارضة النائب الأول السابق للرئيس “سلفاكير”، الدكتور “رياك مشار” أن يبدي حسن النية في التعامل مع معطيات المرحلة المقبلة.
السودان أفلح في إقناع الأطراف على الجلوس لطاولة المفاوضات ومن باب أحرى أن يمضي في طريقه لتنفيذ الاتفاقية، من خلال المزيد من التهيئة للأجواء.
أتمنى أن يأتي يوم الثلاثين من الشهر الجاري وكل الصعاب قد تزللت وكذلك توصلت دول (الإيقاد) إلى ما هو ملزم للأطراف، وأن تكون هناك عقوبات على كل متقاعس عن تنفيذ الاتفاق.. والله المستعان.