نجحت رئاسة الجمهورية ممثلة في سعادة الرئيس “عمر البشير” في احتواء أزمة كادت أن تؤدي إلى كارثة بين أبناء الوطن الواحد(وإلى ولاية شمال كردفان مولانا “أحمد هارون” والفريق “محمد حمدان دقلو” قائد قوات الدعم السريع)، وأهلنا بقولوا: “النار من مستصغر الشرر”، أي أن الشرارة الصغيرة يمكن أن تقضي على أمة كاملة ،فحكمة السيد الرئيس أدت إلى احتواء المشكلة الصغيرة بين الطرفين أو سوء الفهم الذي يحدث أحياناً بين طرفين لأسباب لا تستحق أن تتطور أو تتصاعد إلى مستوى الأزمة، فالحوار الذي أجرته القناة ربما يكون ليس فيه القصد الذي ذهب إليه الآخرون أو الحديث الذي تعرض إليه سعادة الفريق “دقلو”.. فهناك من يحاولون صب الزيت في النار لزيادة اشتعال الحرب بين الأطراف، وما دارفور منا ببعيدة فقد تطورت الأحداث فيها حتى وصلت إلى رفع المواطنين الدارفوريين السلاح في وجه بعضهم البعض، واستمرت المعارك بينهم وحصدت الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال والعجزة، ولم يعرف أحد السبب الرئيسي لها ولكن لو رجعنا لوجدنا أن شرارة صغيرة أطلقها أحد المستفيدين من تلك الحرب ، لذا حسناً فعل السيد رئيس الجمهورية باحتواء المشكلة بين “هارون ودقلو”، فالسودان في حاجة إلى الحكماء وإلى اليقظة التي تستطيع أن تعيد الأوضاع إلى طبيعتها، حتى دولة الجنوب التي انفصلت عنا كان بالإمكان أن تتوصل القيادة إلى حل المشكلة قبل أن تتطور وتصبح أزمة ، ومن ثم أدت إلى ضياع جزء عزيز من الوطن، فالأمن والاستقرار الذي عاشته الدولة قبل الانفصال خاصة وأن موارد البترول ساهمت في حل كثير من المشاكل الاقتصادية وأنعشت البلاد وتوفرت عملات صعبة أدت إلى النهضة والتنمية التي عشناها خلال فترة ما قبل الانفصال، والقيادة السودانية استطاعت أيضاً رغم الانفصال أن تجمع فرقاء الجنوب بالخرطوم، وتوصلت الأطراف المتنازعة بين الحكومة والمعارضة الجنوبية إلى تفهم الأوضاع والعودة إلى صوت العقل فقبلت بالوساطة الشمالية التي أدت في النهاية إلى توقيع اتفاق بين الطرفين يساهم في أمن واستقرار دولة الجنوب ، إن المتربصين بالبلاد يمكنهم أن يفتعلوا أي شيء لإحداث الزعزعة، ولكن لابد من تفويت الفرصة عليهم ، فمولانا “أحمد هارون” يتصف بالحكمة وسعة الصدر، وهو رجل قانون يعرف كيف يتعامل مع مثل تلك القنابل الموقوتة، ولكن الآخرين الذي بدأوا في إشعال المشكلة لم يسعدهم ما تم من قبل رئاسة الجمهورية ولم يسعدهم إفشال مخططهم كما بدأ مخطط مشابه لـ”موسى هلال”، فهؤلاء أبناء الوطن المدافعين عن حياضه.. فإذا تم ضربهم يساعد الآخرين في تنفيذ ما يقومون به من تربص وتخطيط لبقية المخطط الأخر لذا لابد أن يعي الناس أمثال تلك القنابل التي تضع في طريق النهضة والبناء والاستقرار، فالبلد أصبحت مفتوحة والمخططات هنا وهناك تحاك من داخل الوطن وأحياناً في وضح النهار وليس في الظلام، فلابد أن تكون العيون يقظة لكل المخططات والعمل على إفشالها وإلا لأصبحت البلاد مثلها ومثل ليبيا وسوريا والعراق وغيرها من البلاد العربية التي يجري استهدافها من قبل القوى التي لا تريد لهذه الأمة النهضة والتطور وهذه القوى تعلم تماماً أن تماسك الأمة العربية سيؤدي إلى ضربها، لذا تعمل على تشتيتها أو تفرقتها بشتى السبل، فاحتواء مشكلة “هارون وحميدتي” ساهمت في إفشال المخطط وإطفاء الشرارة قبل أن تمتد إلى بقية المناطق.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق