برنامج تواصل واكتشاف المبدعين!!
لبينا دعوة قُدمت لنا من قبل الوزير “محمد مختار” الوزير برئاسة مجلس الوزراء، والسيد الوزير دعا عدداً من رؤساء التحرير وكُتّاب الأعمدة ومديري الأجهزة الإعلامية المختلفة.. الغرض من تلك الدعوة، إشراك وسائل الإعلام في برنامج التواصل الاجتماعي، الذي يرعاه السيد رئيس الجمهورية، وتم تنفيذه بواسطة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه”.. وفي رمضان الماضي جرى تكريم عدد من رموز المجتمع قُدر عددهم بسبعة وعشرين شخصاً، من بينهم الشاعر والأديب اللواء “عوض أحمد خليفة”، وأسطورة الملاعب السودانية ودرتها “نصر الدين عباس جكسا”، والإذاعي “حمدي بولاد”، والصحفي المخضرم “شيخ إدريس بركات”، والبروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله”، والبروفيسور “عبد الله حمدنا الله”، وعدد من الذين أثروا الساحة، كلٌ في مجاله.. وقد وجدت تلك الزيارات صدى طيباً في نفوس المكرّمين ووسط أهلهم وعشيرتهم، وقوبلت بالرضا التام مما شجع القائمين على الأمر ومن بينهم السيد الوزير “محمد مختار” على أن يستمر التواصل، أولاً بين الأجهزة الإعلامية التي تبشر بالفكرة وتساهم بالنشر، وتقديم سيرة تعريفية عن الشخصيات المكرّمة والدور الذي لعبته في المجتمع، حتى يعي الجيل الحالي والأجيال القادمة من هم أولئك الرموز الذين خلّدوا للمجتمع ذكرى طيبة من خلال ما قدموه، مثل اللاعب الدولي “نصر الدين عباس جكسا” أشهر لاعبي الهلال، الذي حوّل هزائمه أمام نده التقليدي المريخ إلى انتصارات جذبت الكثيرين من محبي كرة القدم إلى عشق اللون الأزرق والانضمام إليه، وكذلك لمحبي الأدب والثقافة، ولمحبي الغناء خاصة غناء الشايقية، فكان “صديق أحمد” أحد أولئك النجوم المكرمين، وكان تكريمه قد أحدث نقلة كبيرة وسط أهله وجيرانه، ورغم ظروف المطر، استطاع مساعد رئيس الجمهورية الدكتور “نافع علي نافع” أن يصل إلى منزله.
إن برنامج (تواصل) من البرامج الهادفة، ولها وقع طيب في نفوس ممن يعتقدون أنهم أصبحوا طي النسيان، وهذا البرنامج أسهم في رفع الروح المعنوية لهم وأعادهم إلى الحياة من جديد، لذلك قلنا ونقول إن الأفكار رائعة وممتازة لكن أحياناً تهزمها المادة، والتكريم الأدبي لا خلاف عليه، لكن المادة تلعب دوراً في حياة المكرمين، فهناك مِن المكرمين مَن لا يعرف عنهم أحد شيئاً.. من أين تقتاتون.. كيف يسكنون.. من يعول أطفالهم مع الظروف الاقتصادية الضاغطة.. والتكريم (50%) منه ينبني على المال ولا يمكن أن نقدم شهادة تقديرية لشخص لا يملك قوت يومه.. بماذا تنفعه تلك الشهادة؟ وقد قال من قبل البروفيسور “عبد الله الطيب”: ماذا ينفعنا تكريم الدلاقين والخشب؟.. صحيح مهما أعطيت الشخص من مال فلن يكفي ولكن على الأقل الحد الأدنى منه.
الوزير “محمد مختار” يريد أن يظل البرنامج حاضراً، ولكن كم من برنامج مثل هذا توقف والسبب معلوم.. المجلس القومي للصحافة والمطبوعات جاء بفكرة اختيار أفضل الأعمال الصحفية لعام وبدأت الفكرة 1996م، وجرى تنفيذها، ولكن شيئاً فشيئاً ماتت الفكرة والبرنامج، والسبب معروف لدى المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، ولا نريد أن ينهزم السيد الوزير ولا نريد للفكرة أن تُهزم، فلا بد أن تظل متينة وقوية ومستمرة بقي الوزير “محمد مختار” أو رحل حسب ما قال هو في اللقاء.
لا بد أن تمحص اللجان بدقة في الشخصيات التي يُراد تكريمها سواء كانوا من النجوم الآفلة أو الشخصيات التي قدمت عطاءً في المجتمع ولم تظهر كنجوم لكن أثرها بائن وواضح، ونقدم من بين أولئك الأستاذ “أزهري محمد عمر” مدير مدرسة الرياض الثورة المعروف وسط تلاميذه وأساتذة وآباء وأمهات التلاميذ، لكن ربما السيد الوزير لم يعرف الدور الذي قام به هذا المدير قبل سبعة عشر عاماً.. كيف نهض بمدرسة من العدم وجعلها في مقدمة المدارس، بل من الأوائل طوال تلك الفترة، وتلاميذه الآن أطباء ومهندسون وصيادلة ينفعون المجتمع.. أليس من الواجب أن يكون هذا الأستاذ من ضمن المكرّمين في برنامج (تواصل) سواء كان في شهر رمضان أو باقي العام؟!
إن إيجابيات برنامج (تواصل) كثيرة، ولكن نريد أن نبحث عن الشخصيات التي لم تنل شهرة إعلامية، ولكنها مشهورة في الوسط الذي تعيش فيه بإمكانياتها وقدراتها ودورها المميز وهي بالفعل تحتاج إلى هذا التكريم.. فكم من امرأة ساهمت في تربية أبنائها بعد وفاة والدهم وهم الآن أطباء وشخصيات يشار إليها بالبنان! وكم من عامل بسيط أو خفير قدم للمجتمع مجموعة من الأبناء الصالحين! هؤلاء هم من نريد لهم أن يدخلوا في برنامج (تواصل) العام القادم!!