الكشاف لم يكشف كل شيء ..!
آثار الاهتمام بعودة الإمام “الصادق المهدي” من الخارج الكثير من الآراء والتحليلات، والرجل شخصية سياسية سودانية لها ما لها وعليها ما عليها . وهنا نذكر حلقة (الكشاف) على (السودانية24) التي ينتجها ويحلي بها الأستاذ الصحفي “ضياء الدين بلال”.. مبادراته الصحفية المعروفة ورقياً وفضائياً. وقد شاهدت تلك الحلقة ذلك المساء وراق لي ما قال الأستاذ “صفوت فانوس” أستاذ العلوم السياسية والسيد “حسن إسماعيل” عضو حزب الأمة المنشق وغيرهما ممن أطلوا علينا تلك الليلة والأستاذ “ضياء” يضيف إليها الكثير مما عنده.
ومع ذلك فالكشاف لم يكشف كل شيء عن السيد “الصادق الصديق المهدي”، الذي لم يعترف مبكراً بالجمع بين السياسة والقداسة، فكانت أزمته ومعركته السياسية مع عمه الإمام “الهادي المهدي” .. ولم يعترف بعد ذلك ببسط بيت المهدي سيطرته، وكان خلافه وصراعه مع عمه “أحمد عبد الرحمن المهدي”، وخلافه قبل ذلك مع رموز الحزب التاريخية كالأستاذ “محمد أحمد محجوب”.
بيد أنه فإن ذلك كله لم يكن مواقف مبدئية يصر عليها السيد “الصادق”، كما رشح في ما بعد من وقائع. فالجمع بين السياسة والقداسة – أي زعامة الحزب وإمامة الأنصار- قد أصبحا في يد الرجل فأصبح رئيس الحزب وإمام الأنصار منذ انشقاق الحزب في مرحلته الأولى (2003) وإلي اليوم فالإمامة عنده صارت عصا السياسة.
وصارت بنته الأميرة “مريم الصادق” أحد أبرز نواب رئيس الحزب الستة بل وعملياً قائد مركبة الحزب.. والأقرب لرئيسه غياباً وحضوراً بل يقول البعض إنه يريد أن يجعل منها (بيناظير علي بوتو) الباكستانية . التي ورثت أباها في رئاسة مجلس الوزراء في باكستان.
وهاتان النقطتان وغيرهما أضعفتا الانتماء والحس الديمقراطي لدى السيد الإمام السيد “الصادق المهدي” وعدم اعترافه بحقوق الرموز الحزبية التاريخية في الحزب كالسيد “محمد أحمد المحجوب” وعمه الإمام “الهادي” يؤكد أنه يبحث عن ذاته قبل كل شيء . والله أعلم … ولا ننسى أن نضيف إلى هؤلاء الرموز الحزبية المعاصرة التي فارقت الحزب مؤخراً وانشقت عنه وهم كثر منهم من رحل ومن لا يزالون على قيد الحياة … حفظهم الله .
هذه مجرد(نقاط نظام) أو ملاحظات ندلي بها في هذه العجالة ونحن نعلق على حلقة (الكشاف) الأخيرة في المشهد السياسي اليوم . وهناك الكثير الذي يضاف بطبيعة الحال ومنه ما درج السيد الإمام “الصادق” على إطلاقه من شعارات وبرامج عمل ليس لها من تاريخ يذكر.. ونذكر منها هنا :
تهتدون وتكسبون
والمهام الخارجية التي يتوجب إنجازها كما يصر قادة حزبه
ومهما يكن من شيء أو أمر فنحن نسعد اليوم بأن تتحقق عودة السيد الإمام “الصادق” وفي جعبته ما يصلح حال حزبه وحال الوطن بشكل عام . فهو رمز وطني وحزبي .. يشار إليه .. ونسأل الله التوفيق.