عز الكلام

أوان.. العقبة

في العادة تستقبل هواتفنا في اليوم الواحد عشرات الرسائل، التي يطلب من يرسلها أن نرسلها بدورنا إلى شخوص آخرين ومجموعات واتسابية أو فسبوكية بغية الأجر والثواب، وفي العادة أما أن نتفاعل معها أو نتجاهلها أو قد لا نجد وقتاً لقراءتها، ما عدا رسالة وصلت هاتفي أمس على أحد القروبات عنوانها: (أوان .. العقبة) حيث كتب من أرسلها (يا أحباب  بمناسبة ارتفاع الدولار.. تفقدوا أرحامكم ..تفقدوا جيرانكم.. تفقدوا إخوانكم فكم مريض ما عندو حق العلاج !! وكم من فلسان لا يملك حق كيس الدقيق!! وكم من مسكين ما عندو عشا ليلته، فهل من مشمر لاقتحام العقبة؟ ثم ختم رسالته بالآية الكريمة: (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة) أقول وبصدق شديد إن هذه الرسالة ، هبشت داخلي وترا حساسا وعرقا نابضا وضميراً صاحياً ومجتمعنا الآن هو في وقت أحوج ما يكون فيه إلى التعاضد والتكاتف والرحمة وأحسب أن هذه المعاني التلاتة هي الخطة الوحيدة لمواجهة فقر مدقع أصاب كثيراً من الأسر المتعففة التي لازالت تتمسك بحبال السترة تلوك الصبر، وتربط على بطونها حتى لا ينكسر لها كبرياء أو تلين لها عزيمة، هذا هو الإنسان السوداني العظيم الشامخ الذي يترفع على أوجاعه وأحزانه وأزماته، لكن هذا لا يمنع أن نعود بمحبة وصدق وإيمان إلى تخطيط سماوي عجيب، والقرآن يقرأ المستقبل وكأن هذه الآيات العظيمة تقرأ حاضرنا اليوم ، وهي ضد الإنانية والأنا آيات محفزة أن يتحسس المؤمن أخاه المؤمن يستشع  تفاصيل يومه ما عاد مجديا ولا مقبولا أن ينغلق الناس على أنفسهم ويتركوا قيم التواصل والرحمة جانبا ويجعلوها من الآثار والماضي والتاريخ، لذلك ولأن الظروف الاقتصادية ترتفع فيها معدلات الأزمة لزاماً علينا أن نعود إلى قواعد الأصالة ومنصات الخلق الكريم، وهي منصات نملك من خلالها القدرة على إطلاق صواريخ نغزو بها فضاء الكرم وآفاق العطاء اللامحدود والمسألة ما مكلفة ولا صعبة أن اقتنعنا أنه ما قل مال من صدقة وأن اقتنعنا أن الإنسانية تعني أن لا تشعر بإحساس الشبع وجارك جائع وأن لا تزهو بنعمة صحة وأنت تعلم أن آخر يتوكأ على عكاز المرض عاجز عن النهوض لأنه لا يملك حق الدواء الإنسانية تعني أن لا ترفع جدارك الأسمنت وتسدل ستائر الحرير في منزلك وأنت تعلم أن شخصا ما يكابد حق الإيجار ولديك ما يفيض لحل أزمته وبث الطمأنينة في عياله نعم أكرر لكم الدعوة تفقدوا أرحامكم  تفقدوا جيرانكم  تفقدوا الناس اشعروا بهم شاركوهم أزماتهم خلونا نجدد مشاعر الرحمة فينا نعبئ رئاتنا من أحاسيس الإنسانية خلونا نؤكد سودانيتنا ونعيد إليها ألق الجمال والعظمة تذكروا الناس  بالرحمة حتى لا ينسانا الله من رحمته!!!!
كلمة عزيزة
حديث السيد وزير الدفاع الفريق أول “عوض” لدى مخاطبته ختام فعاليات المشروع التدريبي أحفاد “تهراقا” بمنطقة جبال شاكوت الذي جدد فيه التزام السودان بالدفاع عن مصالح الأمة في تحقيق أمنها واستقرارها ، حيث قال موقفنا مع المملكة العربية السعودية (موقف مبدئي وأخلاقي ليس فيه مزايدة ولا ابتزاز) هو حديث برائي يؤكد أن مواقفنا تجاه الأشقاء هي مواقف مبنية على القيم والأخلاق في زمن أصبحت فيه المصالح هي المتحدث الرسمي في علاقات الشعوب، لكن يظل السودان هو الشقيق الذي يسند ضهر شقيقه وقت المحنة ويظل البلد الشامخ الذي لا يبيع مواقفه ولا يرتهن قناعاته هكذا نحن كنا وسنبقى وعليها نموت!!
كلمة أعز
نظل في هذه المهنة قابضين على الجمر ضمائرنا لا يغمض لها جفن رادارات إحساسنا فوق الطبيعي كان الله في عوننا طالما أننا قد اخترنا مهنة النكد والبحث عن المتاعب.
اللهم اغفر لنا أن نسينا أو اخطأنا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية