لم تكن هي المرة الأولى التي أسمع فيها حديثاً عن الموسم الزراعي كحديث رجل الأعمال “وجدي ميرغني”، الذي قاله في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي انعقدت في مدينة ود مدني، حيث قال : إنه لو تم حصاد هذا الموسم بشكل جيد سوف يكون العائد ثلاثة مليارات ونصف، وقد سمعت هذا الحديث من لصيقين بالشأن الزراعي ومتابعين ومنتظرين ومتوقعين موسم الحصاد الحالي، وهذا الحديث برأيي حديث مبشر وواعد يؤكد أن مشاكلنا وأزماتنا حلها في الزراعة أولاً ، وثانياً وعاشراً ، وواضح من حديث الأخ “وجدي” أن الأرض أوفت بوعدها وأينعت ثمراً يسر الناظرين ليبقى الرهان على مرحله الحصاد، وهي المرحلة الأهم والأخطر التي لا أدري ما الذي يمكن أن يجعلها مرحلة غير جيدة ليفشل الموسم بأكمله ، فإن كان التحدي هو تحدي آليات ومعينات فعلى حكومة “معتز موسى” أن تسرج خيلها لهذه المهمة الكبيرة وأن تحزم إمكانياتها حتى تنتهي المرحلة بسلام ، وإن كان التحدي هو تحدي إيادٍ تقطف هذه الثمار فتبقى (تائهة ولقيناها)، وما أكثر الأيادي المعطلة والمؤجلة والمنتظرة على رصيف البطالة ، فما الذي يمنع حكومة “معتز” أن تستنفر طاقات الآلاف من الشباب وتحفزهم بالذهاب إلى مناطق الإنتاج للمشاركة في حصاد الموسم الزراعي، بل ما الذي لا يجعل “معتز موسى” وحكومته يعزفون على وتر الوطنية الذي هو وتر مشدود داخل كل واحد فينا ويعلنونها ملحمة تاريخية لموسم زراعي نجاحه يحرك كثيراً من المياه الراكدة، ويدفع للاقتصاد الغارق في الوحل بأطواق النجاة، أنا لو من “معتز موسى” أعلنها عطلة في الجامعات السودانية وأوقف الدفارات للمتطوعين بالذهاب إلى مناطق الحصاد وأوقف الدفارات للذين يمتهنون مهناً هامشية في الأسواق وهم أبناء تلك الأرض فارقوها يوم أن كانت جرداء ، لذا أحسب أن عودتهم إليها للحصاد فيها دافع كافٍ لاستقرارهم بها نهائياً إن رأوا العائد المجزي بأم أعينهم ،لذلك فإن الأيام القادمات تحتاج لإعلام توعوي شاطر ومفتح يرسم الصورة الزاهية كما هي وعليه أن يبشر بمستقبل واعد ويوجه إلى أهمية أن ينجح الموسم الزراعي هذا العام والمواسم التي تليه ، هذا الحديث ليس مكانه قاعة مجلس الوزراء أو الدوائر الضيقة، هذا الحديث يجب أن ينطلق في الهواء يسمع به القاصي والداني لأنني أكاد أجزم أن رجل الشارع العادي لا يملك هذه التفاصيل وربما لا يعرف شيئاً عن الموسم الزراعي من أصله.
لذلك وطالما أن هذا الموسم هو أفضل موسم زراعي شهدته بلادنا منذ أربعين عاماً وهو التحدي الحقيقي الذي يواجه الحكومة في كيفية حصاد المحاصيل الزراعية النقدية وغير النقدية، ما في سبب واحد يجعل الحكومة بعيدة عن نبض الناس لتشركهم في هذا التحدي المهم شنو يعني لو أجزتو لبعض المؤسسات الحكومية أو حتى الوزارات وذهب موظفوها تطوعاً لحصاد هذا الموسم (الماشي يبوظ شنو ؟؟؟؟)، ماشغالين لينا عشرمية سنة ولم نخرج من هذه الحفرة العميقة.
أنا شخصياً أعتقد أن الحكومة لن تنجح إن ظلت تعمل في معزل عن شعبها خاصة في مثل هذه المواقف التي تعتبر مواقف فاصلة وحاسمة وتاريخية فهل تعي أهمية المشاركة بشكل حقيقي وجاد في ملحمة الحصاد هذا العام ولنسمها كذلك لأنها بالفعل ملحمة وتحدٍّ ورهان بس كيف تعرف الحكومة كيف تستقطب مواطنيها خاصة الشباب وتقنعهم أن نجاح الموسم الزراعي لا يعني فقط نجاح الحكومة أو خروجها من المطبات لكنه في الأصل يعني نجاحنا كدولة ووطن ووضعنا لأقدامنا في الطريق الصحيح.
كلمه عزيزة
إن كان من تحية وتقدير فلابد أن نوجهها ونزجيها لرجل الإعمال والمستثمر الزراعي “وجدي ميرغني” والرجل رغم المطبات الاقتصادية ظل مصراً على أن يستثمر في الأرض وهي ربما عند البعض استثمارات فيها قدر من المغامرة أو عدم ضمان العواقب لكن الرجل مؤمن بما يقوم به مصراً ألا يقلع جذوره من الأرض التي ينتمي لها وأظنها بادلته حباً بحب ووفاءً بوفاء
كلمه أعز
ليت الأخ “معتز موسى” تأنى قليلاً واستصحب العديد من الآراء والأفكار قبل أن يتخذ أي إجراءات اقتصادية مهمة وجوهرية، غايتو يا دي المرة دي كان ما لفقت ياها الصدمة الما منها قومة!!!!!!!!