أمراض الشرايين المسبب الأول للوفيات في البلاد
حسب دراسة حديثة :الأسبرين لا يمنع الجلطة والذبحة
تقرير : فاطمة عوض
ارتفعت حالات الإصابة بالذبحة الصدرية والسقطة القلبية، في الآونة الأخيرة، وسط صغار السن، وممارسي الرياضة في الملاعب، لأسباب خلقية وقصور كهرباء القلب حسب اختصاصيي القلب، وحذر خبراء من خطورة تناول الأسبرين خاصة لمرضى السيولة والكلى وكبار السن لتسببه في زيادة نسبة نزيف الدم، وحسب الدراسات الحديثة فأن الأسبرين لا يمنع الجلطة والذبحة.
تشكّل الأمراض القلبية خطرًا جسيمًا على حياة المصاب، وتتمثّل بنوبات من الألم الحاد تصيب عضلة القلب نتيجة انسداد أحد الشرايين التي توصل الدم والأوكسجين إلى القلب، وبالتالي يقل معدل الأوكسجين أو قد يتوقف كليًا مسببًا الجلطة القلبية والذبحة الصدرية، وغيرها من الأمراض المزمنة، والتي تؤدي بحياة المصاب، وازدادت في الآونة الأخيرة نسبة الإصابة بأمراض القلب لتغير النمط الغذائي.
كشفت الجمعية السودانية للقلب عن إجراء (10) آلاف عملية قسطرة قلبية خلال هذا العام، مقارنة بالعام 2013 والذي شهد (3) آلاف عملية، مؤكدة بدء إجراء عمليات القسطرة مجاناً منذ شهر أبريل المنصرف، وقالت إن تكلفة القسطرة تبلغ (30) ألف جنيه، مشيرة إلى أن السودان الدولة الوحيدة التي تقدم الخدمة مجاناً، لافتة لمعاناة المرضى سابقاً بالرغم من دفعهم (7) آلاف جنيه من جملة المبلغ، إلا أن حالة المريض لا تستحمل انتظار (24) ساعة. واقرت الجمعية بانعدام أطباء قلب بالولايات، وحذرت من مغبة الإصابة بالمرض بسبب الملح والسُكر، وزيادة السمنة، وعدم ممارسة الرياضة، بجانب عدم متابعة أمراض الضغط والسُكري، وكشف رئيس الجمعية، بروفيسور “عوض عبد الله أحمد” عن ارتفاع المصابين بأمراض القلب ووجود نقص في أطباء وجراحة القلب بالبلاد، وأكد وجود (100) اختصاصي قلب فقط مقابل (42) مليون نسمة.
وانتقد عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد المرضى والمصابين بأمراض القلب بالبلاد، وكشف في المؤتمر الصحفي بمنبر سونا حول اليوم العالمي للقلب والذي ينطلق في التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري وحتى السادس من أكتوبر، وكشف عن ورشة لتسجيل حالات المصابين بأمراض القلب المساعدة في خطة الأمم المتحدة الرامية لخفض الأمراض المزمنة إلى (25%) وتبرأ د.”عوض” من انتماء الجمعية لأي جهة سياسية أو حكومية قاطعاً بأنهم جمعية خيرية مهنية تعمل على التثقيف الصحي للمواطنين وتدريب الأطباء نافياً وجود أي قوائم انتظار لعمليات قسطرة القلب، وأشار لقيام الجمعية بتدريب (42) طبيباً بشرط العمل بالولايات وأطلق د.”عوض” نداءً لتبني مستشفى حكومي لعمليات قلب مجاناً أسوة بالمستشفى المجاني بمصر وناشد المواطنين بالابتعاد عن السمنة والتدخين مع ضرورة ممارسة الرياضة والمتابعة الدورية مع الطبيب خاصة مرضى السكري والضغط.
وأكد مدير مستشفى الشعب د.”الصادق عسكر” ارتفاع معدلات الإصابة بالشرايين والتي احتلت المرتبة الأولى والمسبب الأول للوفيات وأن نسبة المترددين بالمستشفى (40%)، وصنفت ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور بأنها أعلى نسبة في مرض روماتيزم القلب، وكشف “عسكر” ارتفاع تردد المرضى على المستشفى الذي بلغ (350) مريضا، وأن (65%) من المترددين من الولايات، إضافة إلى إجراء (20) عملية قسطرة يومياً حتى أيام العطل، وكشف عن خطة تدريجية لتدريب الكوادر في هذا المجال، لافتاً إلى وجود (9) وحدات للعلاج أمراض القلب بالولايات، وقال إن السودان احتل المركز الأول في علاج أمراض القلب في منطقة جنوب الصحراء في أفريقيا، لوجود عدد (6) مراكز لعلاج القسطرة التداخلية.
وناشد “الصادق” خلال حديثه على هامش المؤتمر العلمي السابع في إطار الاحتفال بيوم القلب العالمي الذي نظمته جمعية القلب السودانية المرضى بالإسراع للمستشفى في حالة الشعور بألم في أعلى الصدر.
وشدد على ضرورة التغذية المتوازنة والابتعاد عن التدخين والسمنة وممارسة الرياضة، وكشف عن اتجاه لإنشاء مركز للبحوث العلمية خلال الفترة القادمة، مؤكداً مواكبة السودان للتطورات العالمية ووجود أحدث الأجهزة والمعدات والتقنيات والبروتوكولات العلاجية.
وكشف مدير المركز القومي لجراحة وأمراض القلب د. “صلاح الباشا” عن ترتيبات لتوفير عدد (100) اختصاصي قلب خلال العامين القادمين، وتم التعاقد مع بعضهم للعمل بالولايات لنشر خدمات القلب، وأكد التزام الدولة بمجانية علاج القلب عبر وزارة المالية والإمدادات الطبية، وشدد على ضرورة التوزيع العادل للخدمات بالولايات، وترك الأمر للفنيين وجمعية القلب لاتخاذ القرارات الفنية بعيداً عن السياسة.
واقر “الباشا”، بوجود أكبر تحدٍ يواجه الجمعية يتمثل في هجرة أطباء القلب، وكوادر التمريض، مع التغيرات الاقتصادية وضعف المرتبات مقارنة بأطباء القلب في الدول الأخرى.
وكشفت اختصاصية القلب والشرايين بمستشفى “أحمد قاسم” السكرتير الثقافي
والاجتماعي للجمعية السودانية للقلب د. “نسرين أبو القاسم” عن موجهات عالمية جديدة لاستخدامات الأسبرين لجهة أنه لا يستخدم للوقاية من الجلطات لمرضى السُكري والضغط.
وحذرت من الاستخدام الخاطئ للأسبرين خاصة لمرضى السيولة والكلى وكبار السن، لجهة أنه يزيد نسبة نزيف الدم، ونوهت إلى وجود نقص في اختصاصي قلب الأطفال البالغ عددهم (13) اختصاصياً فقط في ولاية الخرطوم.
وكشفت د. “نسرين” عن ترتيبات لافتتاح عيادات قصور القلب المتقدم في مستشفيات “أحمد قاسم” والشعب، بجانب وجود اتجاه لافتتاح عيادات ألم الصدر التي تعنى بأمراض الذبحات والجلطات، وأشارت إلى استجلاب أحدث معامل لقسطرة الكهرباء وناشدت “القاسم” المواطنين بالاتجاه الفوري لأقرب مستشفى حال الشعور بألم في الصدر، وقالت إنه حسب الدراسات الحديثة أن الأسبرين لا يمنع الجلطات والذبحات، وإنما الوقاية منها تتمثل في الرياضة وضبط الضغط والسُكري والامتناع عن التدخين وتجنب السمنة ونشر التوعية، وشددت على ضرورة توفير بيئة مناسبة وتوفير المعينات وتوفر الخدمات بالولايات.
وكشف استشاري القلب د. “سعد صباحي” عن دخول أدوية حديثة أكثر فعالية لعلاج أمراض الشرايين والذبحة القلبية واستخدام الدعامات القلبية ذات الكفاءة العالية،
وأكد “صباحي” أن العالم توصل إلى استبدال الصمامات بالقسطرة بدون جراحة، مشيراً إلى استخدام القسطرة لتوسيع الصمامات الضيقة وتوقع دخول الرنين المغنطيسي والأشعة المقطعية في تشخيص أمراض القلب خلال (3) أشهر، وعزا ارتفاع الإصابة بالذبحة الصدرية والسقطة القلبية خاصة وسط صغار السن وممارسي الرياضة في الملاعب، إلى أسباب خلقية وقصور كهرباء القلب وشدد على ضرورة التشخيص المبكر والتاريخ المرضي للأسر والعلاج الكهربائي عن طريق الأجهزة القلبية والأدوية في بعض الأحيان، واعتبر السودان من أكثر الدول تطوراً في مجال طب وعلاج القلب في الدول الأفريقية جنوب الصحراء، ويأتي ثاني دولة بعد جنوب أفريقيا، وصنف الشرايين التاجية والدماغية بأنها أكبر مسبب للموت في العالم وإن 17 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الذبحة القلبية والسقطة الدماغية، وطالب بضرورة تجنب عوامل الخطورة المعروفة من التدخين وارتفاع ضغط الدم والسُكري وزيادة نسبة الدهون في الدم والخمول والسمنة وأسباب وراثية، وقال إن المؤتمر ناقش الهبوط والفشل القلبي بأنواعه وكيفية التشخيص بأنواعه بجانب مناقشة أمراض القلب أثناء الحمل وأسباب الإغماءات (أكثر أسبابها قلبية) وعلاج أمراض الشرايين القلبية عن طريق القسطرة أو الجراحة ومناقشة الحمى الروماتيزمية للقلب التي تصيب الأطفال من سن (5-15) سنة وتؤدي إلى تلف الصمامات وتؤدي للفشل والموت.