ولنا رأي

فاطمة.. مسلسل سرق لب المشاهدين!!

المسلسلات المصرية كانت سيدة الموقف لدى كل السودانيين..فقد أسرتهم، وسرقت لبهم، وما كانوا يعشقون شيئاً إلا المسلسل المصري.. حتى ظهرت بعض النكات إبان التسعينيات وما قبلها، ومن شدة شوق السودانيين إلى المسلسل المصري يقال إذا توفي شخص أثناء بث المسلسل يؤجل الدفن حتى انتهاء المسلسل في إشارة إلى أن المسلسل المصري كان مسيطراً على الناس كافة، وربما وقتها لم تكن هناك فضائيات يلجأ لها المواطن، فما يبث عبر التلفزيون القومي كان المسلسل المصري فقط وهو السلوى الوحيدة، ومن شدة تعلق المواطن بالمسلسل عدل اللصوص من زمن سرقة المنازل منتصف الليل أو عند الفجر إلى وقت المسلسل.. لأن الجميع يكونون منهمكين في المسلسل فيدخل الحرامي ويسرق كل ما في البيت ويذهب ولا أحد يشعر به. الآن وبعد انتشار الفضائيات دخل المسلسل التركي منافساً قوياً للمسلسل المصري وتحولت معظم الأسر من مشاهدة المسلسل المصري إلى المسلسل التركي وباهتمام شديد حتى الأطفال أعجبوا بالمسلسلات التركية فـ(مهند ونور) كان المدخل للمشاهدة الجادة للسودانيين لتلك المسلسلات، وحدثت إشكاليات كثيرة بين الأزواج بسبب هذا المسلسل لما له من فتنة جمالية لمهند الفتى الأنيق طويل القامة، ومن ثم جاء العشق الممنوع. المسلسلات التركية رغم الدبلجة ولكن جمال الطبيعة والحبكة الدرامية وتحويل المشهد بطريقة جاذبة جعلت المواطن يتعلق أكثر بها.
الآن تعرض قناة (m.b.c) الجزء الثاني من مسلسل “فاطمة” الذي انتهى الجزء الأول منه، وهو يحكي قصة تلك الفتاة الأنيقة الجميلة البريئة التي اعتدى عليها ثلاثة وحوش، وتدور كل القصة في عملية الاغتصاب ومن ثم تزويجها (لكريم) وهو أحد الشلة، ولكن لم يغترف ذنباً معهم فوقع في حبها رغم صدها عنه باعتباره واحداً من أولئك الثالثة الذين دمروا حياتها.
ففاطمة اسمها الأصلي (بيرين) ولدت في أنقرة في 26/2/1984م وكانت بدايتها الفنية في عام 2004م وذاع صيتها الفني عبر مسلسل عزيزي مارك عام 2006م.
“فاطمة” أو (بيرين) لم تخطط لنفسها لتكون ممثلة، ولكن حبيبها هو الذي حبب لها التمثيل ولكن قبل أن يسطع نجمها توفي في حادث حركة وعاشت حالة من الحزن عليه.
مسلسل “فاطمة” يعد من المسلسلات التركية الراقية، وإذا كان المشاهد السوداني رجلاً أو امرأة قد اكتشف مؤخراً المسلسل التركي فإن مسلسل “فاطمة” قد سيطرت بدرجة كبيرة عليهم، فإن فاتت الحلقة في m.b.c)) يبحث عنها في قناة أخرى، ويستمر التشويق الدرامي في المسلسل خاصة “فاطمة وكريم” اللذين عاد الحب لديهما وسيطر على “فاطمة” أكثر من “كريم” بعد أن دخل “كريم” السجن.
في المسلسلات التركية يسحرك جمال الطبيعة وطريقة التصوير والمناظر الخلابة، رغم أن المشاهد تدور في مناطق محددة إما في (أزمير) وهي مكان المحكمة التي سجن فيها “عنان” و”سليم” وهما أبناء عم باعتبارهما الاثنين اللذين ارتكبا جريمة الاغتصاب وثالثهما “مراد” الذي أنَّبه ضميره أخيراً ودخل في حالة تعذيب الضمير رغم اعترافه الكاذب في بادئ الأمر ثم دخوله في مشاجرة مع “كريم” تعرض فيها لضرب عنيف إلى أن ظهر “مصطفى” الذي أحب “فاطمة” في بادئ الأمر ثم تخلى عنها بعد محاولة الاغتصاب، وهذه باعدت بينه وبين فاطمة، وعندما سقط مراد ظهر “مصطفى” وأوسعه ضرباً حتى فارق الحياة وعندما ذهب “كريم” لإبلاغ الشرطة بحالة “مراد” جاءت الشرطة واكتشفت أن “مراد” قد فارق الحياة وادعى “مصطفى” أن “كريم” هو الذي قام بقتل “مراد”، السيدة مريم الأم غير الشرعية لكريم قامت بتربيته بعد وفاة أمه ولعبت دوراً كبيراً في تقريب شقة الخلاف بين “فاطمة” و”كريم” وظللتهم بحنانها وحبها وعطفها وجسدت دور الأم المثالية في أجمل صورها، وحتى “ميسر” زوجة “لمعي” شقيق “فاطمة” رغم عدم الود بينهما ولكن كانت تظهر لها حباً مكتوماً.. فيما جسد “لمعي” دور الزوج الذي يحافظ على منزل الزوجية رغم الصورة السيئة لميسر وخيانتها له.
المسلسل التركي “فاطمة” أحد المسلسلات الراقية والتي جذبت أسراً سودانية كثيرة لمشاهدته وما زال مستمراً وما زال الجزء الثاني في بداياته، الذي يستمر لتسعٍ وتسعين حلقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية