عز الكلام

الوزير مع منو؟

جاهدت نفسي وأجبرتها حتى استطيع أن أكمل مشاهدة مقطع الفيديو الذي وثق لحديث وزير التربية والتعليم، بولاية النيل الأبيض، مع معلمي ولايته المطالبين باستحقاقاتهم المالية،
والحديث في مجمله حديث يدعو للاستفزاز والدهشة، والسيد الوزير جعل المشهد برمته وكأنه يعاقب هؤلاء المعلمين (وقرب يقول ليهم ارفعوا يدينكم في الحيطة)، حيث قال الأخ الوزير الذي لا ادري أن كان معلماً أو أنه ساقته أقدار السياسة ليكون وزيرا لمن هم في مرتبة الأنبياء، قال الوزير لهم وبشكل مسرحي عبثي أنه قادر على أن يجعلهم جميعا في الشارع ويعين بدلا عنهم آخرين لا ادري أن كانوا حيشتغلوا تطوعاً واللا بلوشي أم سيأتي عليه يوما يطالبونه فيه هم أيضا بمستحقاتهم المالية ولما لم يجدِ هذا التهديد الواضح بعد أن ارتفعت صيحات المعلمين غير عابئن به، استخدم الرجل لهجة على الضد تماماً في مناورة ومحاورة تحير (مسي) حيث قال إنه جاء هذا المنصب وهو يعلم أنه مدخل للنار، ولن يرتاح باله أن صرف راتبه ولم يصرف سواه، وليت الأخ الوزير بدأ بهذه اللغة متفهماً ما يعانيه هؤلاء المعلمون الذين يعولون أسراً فيها ما فيها من احتياجات أساسية من مأكل ومشرب ومسكن، هذا خلاف ما يطرأ من متطلبات أخرى صحية أو اجتماعية، وبالتالي مهما بلغت بهم مراحل القداسة والنبل والتضحية سيصلون حدا لا يستطيعون بعده المواصلة أو التحمل، لذلك من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم العادلة ومن حقهم أن يستخدموا ما يريدون من وسائل الضغط حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، وهم في ذلك غير ملامين وعداهم العيب، لكن أن يستنكر عليهم الوزير المسؤول عنهم الفعل ويحاول أن يبغي عليهم وليس معاهم هو أمر عجيب ومحير يجعلني اسأل سؤالا اتمنى أن أجد له إجابة أن المسؤولين ديل شغالين تبعً منو؟ بمعنى هم تبع الحكومة وفي صفها واللا تبع المواطن وفي صفه وإلى جانبه؟ واعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ستكشف كيف تعمل المنظومة بأكملها رغم أن الشايفاه ده يؤكد أن كثير من المسؤولين شغالين يرضوا في الحكومة وهم يكسرون رقبة الحقائق ويلوون يد الوقائع وكفاية على المواطن أن يتحمل غبن البرلمان والمجالس التشريعية في الولايات، التي تنحاز للحكومات وهي تصدر من القرارات ما ينصب في معظم الأحوال على عكس رياح المواطنين وكدي قولو لي مجلس تشريعي واحد في ايا من الولايات سحب الثقة عن وزير أو لفت نظر والٍ؟ وده معناه أن الناس ديل كلهم شغالين زي عقرب الساعة وكله تمام يا “عوض دكام” !!!!! لو أن هذه المجالس التشريعية أو حتى البرلمان نفسه يؤدي واجبه كاملا لما استمرت حكومة ولاية كسلا دقيقة واحدة والولاية تشهد كارثة المتسبب الأول فيها ليس البعوض وإنما الإهمال والتساهل في التعامل مع الكارثة بما تستحق من الجدية والاهتمام حتى وصل المرض إلى مرحلة الوباء ولسه قاعدين ومكنكشين أكتر من حُمى الكنكشة نفسها.
الدايرة أقوله أن أسلوب وزير التربية في ولاية النيل الأبيض، أسلوب يستعدي المواطن على الحكومة ويشحنه بمشاعر الغضب والرفض لواقع ظالم تحمله هؤلاء المعلمين بمسؤولية وصبر وجلد لتكون نهايتها حصة من العربي في مفردات الويل والثبور وعظائم الأمور والله غالب !!!!!!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية