.. منذ فترة طويلة لم تشهد هذه الوزارة المسماة وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم ومنذ مفارقة الدكتور “شرف الدين بانقا” لها أو (لما يماثلها في الاسم والمهام ) مثل ما تشهده الآن من تنظيم وترتيب مرضٍ لأدائها ولوظائفها وما هو مطلوب منها، ولتراكم الأسماء التي مرت عليها فقد كنت أجهل اسم من عليها الآن من الوزراء حتى وقت قريب حين انتبهت إلى هذا المستوى الملفت بحق، فعلمت أن بها رجلاً عالماً في مجاله، أتي من سوح العلم ومدرجاته بجامعة الخرطوم، وبعكس ما رسخ في الأذهان بضعف الأكاديميين في مجال العمل العام والوظائف العامة إلا أن دكتور “جمال محمود”، الوزير الحالي لهذه الوزارة، قد كسر إطار هذه الصورة وحطم ما رسم عليها من خطوط، ولست بالطبع ممن يؤيد هذه النظرية إلا أن حالنا العام في هذا البلد قل ما شهد نموذجاً مثل الذي يمثله دكتور جمال الآن، وذلك إما لزهد الأكاديميين أنفسهم أو للصيرورة الحاكمة للوضع السياسي طوال تاريخ البلاد، حيث دوماً ما وجدت الشخصيات السياسية بامتداداتها التاريخية وتداخلاتها الاجتماعية وألوانها القبلية والعشائرية حظاً أوفر من غيرها .. إلا أن الوضع الآن ومع التحديات الماثلة بخطورتها ينبئ بتقدم أهل العلم والمختصين والفقهاء في مجالهم ليلعبوا دوراً أكبر في بناء هذا البلد الذي أثقلته همومه ومصائبه .. نعم يا والي الخرطوم الجديد .. لديك رجل ملأ فراغ مكانه وأدى دوره بأفضل ما يكون وما عليك إلا أن تبقيه في مكانه ليستمر هذا التطور، ونرجو أن لا نفاجأ بتعيينك لأحد رفقائك من أهل الثقة، التي ما نفعت حتى أهلها، ولتعلم الأخ الوالي، أن الوطن الآن يحتاج فقط للأكفاء الصادقين المتجردين والأمينين علي مال البلاد وشعبها ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12