رئيس الوزراء، وزير المالية، الأستاذ “معتز موسى” لم يجلس حتى الآن على مقعده منذ تعيينه في المنصبين، فالسيد الوزير يجمع أهم منصبين في حكومة الوفاق الوطني، ولذلك ظل مهموماً بمعاش الناس، وكيف الخروج من الأزمات التي أجبرت على التغيير، فبدأ أمس الأول أول زيارة له ببنك السودان باعتبار البنك الآن معني بتوفير السيولة إلى المواطنين، فإذا استطاع على توفيرها خلال الفترة الزمنية التي حددها بثمانية أسابيع يكون قد قطع شوطاً كبيراً في الحل، أما الزيارة الثانية فكانت أمس إلى الصندوق القومي للإمدادات الطبية وهي القضية المتعلقة بالدواء ومتعلقة بصحة المواطنين، الزيارة كان يرافقه فيها وفداً رفيعاً ممثلاً في وزير رئاسة مجلس الوزراء، الأمير “أحمد سعد عمر”، ووزير الصحة الاتحادي الدكتور “محمد أبو زيد مصطفى”، ووزير الدولة بالمجلس الأستاذ “حاتم حسن بخيت”، ومحافظ بنك السودان الدكتور “محمد خير الزبير” وعدداً من القيادات الصحفية، السيد الوزير قبل اللقاء العام وإلقاء كلمته في القاعة الأنيقة جلس مع الجهات المسؤولة بالصندوق القومي للإمدادات الطبية ووقف على أمر الدواء والكميات المتوفرة منه والمشاكل التي تواجه الصندوق.. وبعد تلك الجلسة الاستكشافية الأولية تحدث للكافة الموجودين في تلك القاعة من وزراء مرافقين له أو قيادات صحفية، فكان مرتباً في حديثه وجمع الكثير من المعلومات المتعلقة بالدواء، فتحدث حديث العارفين بالأمر، ولذلك تطرق إلى مجانية العلاج الممثلة في الأمراض المستعصية مثل أمراض السرطانات والكُلى والأطفال الأقل من عمر خمس سنوات، وهذه هي الفئة المعنية بمجانية العلاج، فقال إن أمراض السرطان خاصة سرطان الثدي فهو يكلف ما يقارب الاثنين مليار جنيه “بالقديم” أي مليوني جنيه، وهذا مبلغ كبير لا يستطيع أحد أن يوفره، ولذلك لابد أن توفره الدولة لأي مريض مجاني، السيد الوزير مهتم بتلك القضايا التي يمكن أن تخرج الشعب من عنق الزجاجة، خاصة وأن مشكلة الدواء واحدة من المشاكل التي تؤرق أي مريض أو أهله، وحسناً بدا بتلمسها مع الجهات ذات الصلة، فالسيد الوزير مهموم بإنشاء مصانع للأدوية بالبلاد أو تصنيع الدواء داخلياً، ولكن هذا يتطلب منه كثيراً من الفنيات واللقاءات مع دول الجوار، فقيام مصانع للدواء داخلياً يتطلب مالاً وفيراً مع سياسات داخلياً وخارجياً، ولكن ليس بالصعب أو المستحيل أن تتحقق تلك الأمنية، شوية همة مع مال كل شيء يمكن أن يتحقق خلال فترة وجيزة من القضايا الأخرى التي تشغله قضية التأمين الصحي لكل المواطنين، فإدخال المواطن في مظلة التأمين الصحي ضرورية لكل إنسان في ظل ارتفاع العلاج وتدني دخل الفرد.. فالحل الوحيد للمواطن في هذه المسألة أن يكون في تلك المظلة، إن المشاكل التي تواجه المواطن في هذه الفترة مشكلة المعيشة المتعلقة في قفة الملاح والعلاج والتعليم، فالسيد وزير المالية بدأ بتلك المشاكل ميدانياً وهذا الطواف الميداني سيجعله يقف على الأوضاع على الطبيعة، ومن ثم كتابة روشتة العلاج بعد الفحص الدقيق، المواطن سيكون في حالة عجلة للعلاج السريع خاصة الأزمات التي أرقته الفترة الماضية من خبز ووقود، فالآن إذا استطاع السيد الوزير توفير السيولة واستطاع كل مواطن أن يدخل على أي صرافة أو بنك وسحب ما يريد من مبلغ مالي فمن هنا تكون الثقة بين الطرفين قد عادت، فنأمل ألا تطول الجراح.