ولنا رأي

معتز ليس فى حاجة لقرابة “البشير”

صلاح حبيب

أثار تعيين الأستاذ “معتز موسى”، وزير الموارد المائية والكهرباء السابق، في منصب رئيس الوزراء، جدلاً كثيفاً في أوساط المجتمع، فقد ترك المواطنون المنصب وكيف تدار الحكومة في الفترة القادمة، بدا الناس يتحدثون في أن الأستاذ “معتز موسى” رئيس الوزراء الجديد، ابن أخت السيد الرئيس، ألم يكن هناك عدد من المسؤولين عملوا على تعيين أبناء أهلهم في الحكومة أو في القطاع الخاص؟ ما الذي يضير الناس إذا تم تعيين شخص يقرب إلى الرئيس أو إلى الخفير، طالما الشخص مؤهل إلى المنصب الذي وضع فيه، ألم يكن “معتز موسى” واحداً من أبناء السودان؟ ألم يحصل على المؤهل العلمي الذي يضعه مع أقرانه في أي وظيفة؟ أن كان منصب وزير اتحادي أو ولائي، هل المناصب قاصرة على غير أهل المسؤولين؟، والله لم تكن لي أي علاقة مع الأستاذ “معتز موسى” ولم أعرفه معرفة حقيقة إلا قبل فترة بسيطة، عندما دعانا لتوضيح مجريات العمل في سد النهضة، والملابسات التي حدثت الفترة الماضية، أحسست أنه ابن بلد ورجل متواضع ومتفاني في عمله شأنه شأن الكثيرين من أبناء هذا الوطن، فلم يقل أنا من العائلة المالكة أو من أهل الرئيس، يؤدي عمله على الوجه الأكمل، ولم نسمع أنه أخاف الموظفين أو العاملين معه في الوزارة لأنه يقرب إلى الرئيس، ولا حتى تلك القرابة لم نسمعها على لسانه إلا حينما تم تعيينه الآن، وبدأ الناس يبحثون عن نقطة ضعف واحدة لهذا الشخص الذي تم تعيينه، لماذا لم يتحدث الناس حينما تم تعيين فلان الفلاني في الموقع الهام، وهو من القبيلة الفلانية أو الجهة العلانية، نحن يهمنا الشخص الذي يعمل ولا نهتم بالذين يتم تعيينهم بصفة القرابة، ولم تكن في جعبتهم ما يفيد الوطن، فالرئيس لا يهمه هذا من أسرته أو هذا من القبيلة الفلانية، يهمه من يعمل، ومن لا يعمل مصيره سوف ينكشف للرأي العام ومن ثم سيلقى نفسه في الشارع، يجب أن ينظر إلى أفعال الأستاذ “معتز” رئيس الوزراء الجديد، ولا ينظر إلى صلة القرابة بينه والسيد الرئيس، والله لو الرئيس كل عائلته مسؤولة وتعمل من أجل الوطن، فعليه أن يعينها في أي منصب يتناسب مع خبراتهم، نحن في السودان دائماً ننظر إلى السلبيات ولا ننظر إلى الإيجابيات، فهناك أحد الأشخاص في زمن مضى حينما حاولت بعض الحكومات أن تستميله وترغب في تعيينه في إحدى الوزارات، فرفض رفضاً قاطعاً، وقال قولته المشهورة التي سمعها الكل ومازالت المجالس تتحدث عنها فالسودان بلد العجايب، إذا كانت لك صلة قرابة مع مسؤول شالوا حسك أو تدافع الناس إلى بابك يطلبون الحاجة، وإذا كنت فقيراً قالوا شوفوا ده فقير، ولا أحد يقربك لأنك ليس في يدك شيء تقدمه لهم، وإذا هبت عليك النعمة أو جاتك ورثة ونطقت، قالوا جاب الحاجات دي من وين؟ ده ما كان فقير وكان يشحد حق المواصلات مننا، الآن بدلاً أن يناقش الناس المرحلة القادمة، وما هو الدور الذي ستقوم به الحكومة، يمسكون في الحبال الدائبة “معتز موسى” ابن أخت الرئيس أو من أقربائه، قام بتعيينه في هذا المنصب، “معتز” سوداني، ومن حقه أن يكون رئيس وزراء، أو يتولى أي منصب تؤهله له شهاداته، وحتى “حاتم حسن بخيت” مدير مكاتب السيد الرئيس، نسى الناس أن خبرته تقارب الثلاثين عاماً داخل مجلس الوزراء، ومن حقه أن يكون وزيراً وليس من تولوا الوزارات أفضل منه، ألم يكن أفضل من مدير مكاتب الرئيس السابق، إذا نظرنا إلى الشهادات والتأهيل.. يا جماعة اتركوا القشور وأمسكوا بما هو مفيد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية