عز الكلام

حكومة “معتز موسى” هل ستملك عصا موسى؟؟

أم وضاح

لم يكن مفاجئاً أو غريباً أو غير متوقع أن يحل السيد الرئيس ما سميت بحكومة الوفاق الوطني التي كانت تستحق لقب (حكومة كتم الخناق الوطني)، لأنها ومنذ تكوينها شهدت البلاد خمولاً وضموراً أصاب كل مناحي الحياة فيها، وتحولت إلى حكومة متخمة وطفيلية تمتص رحيق حياتها من دم المواطنين، لذلك استقبل الشارع السوداني خبر حلها بكثير من التفاؤل أن تكون هذه الخطوة هي الأولى في طريق إصلاح حقيقي وجاد للخروج من عنق الزجاجة، والخطوات المنتظرة لإصلاح حقيقي، هي خطوات معروفة وواضحة ولا تحتاج للف ودوران، أولها أن تكون الحكومة الجديدة جادة في محاربة الفساد الذي هو أس المشكلة، وأقصد الفساد المالي والإداري الذي سخر موارد البلاد وخيراتها لأشخاص بعينهم ومؤسسات بعينها مصت دم الشعب السوداني وأصابته بالفقر والعوز والحاجة، وهو والله (مش وش ذلك)، وخلوني أقول إن تكليف الأخ “معتز موسى” لمنصب رئيس الوزراء، هي واحدة من الإشارات المهمة إلى فعالية ونشاط وديناميكية الحكومة الجديدة بتوقعات مبنية على أن رئيس الوزراء الشاب بقوة دفعه الرباعية لن يرضى أو يقبل أو يتحمل أن يجر وراءه (كوامر) هلكانة ومنتهية الصلاحية، الرجل محتاج لمعاونة وزراء فاعلين وسريعي الخطوة، وبالمناسبة السن ما عندها دخل في الموضوع، يعني المرحلة تحتاج لوزراء معجونين ومخبوزين ومعطونين في الخبرة والحكمة والحنكة والإرادة لخروجنا من هذا المأزق الذي لن نخرج منه ما لم يدرك “معتز موسى” أنه يقود حكومة الفرصة الأخيرة، وحكومة الأمل الأخير والناس لاكت الصبر ما يكفي وأن لها أن ترتاح بعد أن ظلت تحمل على ظهرها عبء حكومة شحمانة مصابة بداء السمنة، فلم تصعد بنا درج النجاح ولم تنل حتى أجر المحاولة، وخلوني كمان أقول إن السيد الرئيس في خطابه أمس، حرص على أن يخص الشعب السوداني بتحية يستحقها لأنه شعب جدير بالاحترام وجدير بالتقدير، وأحسب أن الرئيس بحله لما سميت حكومة الوفاق الوطني قد انحاز له بالكامل ولم ينحاز لتكتلات سياسية هي الأبعد عن الشعب السوداني وعن همومه وآماله وأحلامه، وما ممكن كل واحد دخل الغابة يومين اشترط وضع البندقية بتعيينه وزيراً، وما ممكن كل واحد أو واحدة كون حزباً من تلاتة أشخاص رضوه بمنصب معتمد، جميعهم يقبضون رواتبهم ومخصصاتهم على حساب قوت أولادنا ودواء مرضانا ودم قلب المهاجرين والمغتربين الذين ضاق بهم الوطن على سعته، لكن بالضرورة أن نقول للأخ الريس ورئيس الوزراء القادم إن الترهل ليس فقط في الحكومة، الترهل في أجسام أخرى هي أكثر طفيلية وأشد مصاً للدماء، وأقصد الهيئات والصناديق والمؤسسات التي تمددت وتحكرت وأصبحت لها سطوة وسلطان وميزانيات ودريبات ليس عليها حسيب أو رقيب، وشي صندوق دعم الطلاب وآخر صندوق إعمار الشرق وداك صندوق الشهيد وما إلى ذلك من المسميات العجيبة التي لا تجد مثلها إلا في السودان، حيث الفوضى بلا حدود، والانفلات بلا سقف.
الدايرة أقوله إننا لن نفرط في بذل الآمال والبشريات ما لم يتم إعلان الحكومة الجديدة بشخوصها وبرامجها، وحتى يقتنع المواطن السوداني بأن الخطوة صادقة لوجه معاناته وأزماته، وأنها ليست مناورة من الحكومة أو حركة في شكل وردة لإطالة عمر النظام، ما ينتظره الشارع أن يتلمس نتائج إيجابية حقيقية يحسها في معاشه اليومي، ما قلنا بين يوم وليلة نتدردق في النعيم والثروة، لكن على الأقل ينحدر مستوى الأزمات الاقتصادية ذات العناوين العريضة من شاكلة السيولة واستقرار سعر الصرف، وبالتالي التحدي أمام حكومة “معتز”، تحدي اقتصادي بالدرجة الأولى، مقياس نجاحه لدى المواطن البسيط يتلمسه في قفة الملاح وفاتورة الدواء وتعرفة المواصلات.
في كل الأحوال ليس لدينا ما نقدمه لـ”معتز موسى” وطاقمه غير الدعوات الصادقات بأن تحقق حكومته ما هو مأمول ومطلوب منها، ولن نعده بالمجاملة أو الطبطبة، بل ستكون أقلامنا هي صوت الشارع ولسان الغلابة وضمير البسطاء والعين المفتوحة على الفشل والإخفاق، والله غالب.
}كلمة عزيزة
حكومة “معتز موسى” أمامها تحدٍ كبير في ظبط الإنفاق الحكومي وقفل حنفية الاحتفالات والمناسبات عمال على بطال، ومراجعة أساطيل العربات المكتوب عليها حكومة وهي لافة تخدم في الشخوص وليست الحكومة.
بأي حال من الأحوال أنا واثقة أن الرجل سيجد في انتظاره المتاريس وتحت كل حجر عقرب، فإما يكون قدرها أو عليه مغادرة الكرسي قبل أن يقيلوه.
}كلمة أعز
ستظل فرحتنا متوقفة عن البوح والانطلاق ما لم نتأكد أن هناك أسماء غادرت الكراسي إلى غير رجعة بعد أن بصمت بالعشرة على فشلها، وحكمة الله لسه عندها أمل تستمر!!
فيا أخي دولة رئيس الوزراء إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليُعنك الله على أن تتحمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية