ولنا رأي

ليس من حقك يا وزير التربية!!

صلاح حبيب

درجت المدارس النموذجية على قيام فصول إضافية للطلاب الذين لم يؤهلهم المجموع للدخول بها بفارق عدد قليل من الدرجات، فأنشأت تلك المدارس فصولاً يتحمل أولياء التلاميذ مصروفاتها، ولكن للأسف تلك الأموال الطائلة التي تحصل نظير تلك الفصول الإضافية لا يستفاد منها في تأهيل المدرسة والإيفاء ببعض الالتزامات الصغيرة مثل الكهرباء أو صيانة بعض الفصول أو إصلاح الكنب أو شراء مبردات للمياه أو دعم بعض الطلبة الفقراء، فأين تذهب تلك الملايين، هل تصدقوا أن تلك الأموال وبقرار من وزير التربية بولاية الخرطوم، طالب بتقديمها إلى الوزارة، لماذا الوزارة؟.. هل الوزارة تقوم بالتزامات تلك المدارس؟.. هل الوزارة تقدم نثريات إلى تلك المدارس أو دعم المعلمين، بالتأكيد لا، فالوزارة وزارة للجبايات وما صدقت أن مدراء المدارس الحكومية وجدوا ليهم طريقة لإتاحة فرص التعليم لأولئك التلاميذ الذين نقصت درجاتهم عن الحد الذي قررته الوزارة لدخول المدارس النموذجية.
إن الأموال الكثيرة التي تحصلت عليها كل مدرسة من المفترض أن تترك لمدير المدرسة أن يتصرف فيها لمصلحة المدرسة والتلاميذ، فالسيد الوزير درس مجاناً على حساب الدولة، فكان يجد الكراس مجاناً والكتاب مجاناً حتى قلمه تمنحه له الوزارة، فلماذا عندما وصل إلى هذه الدرجة الرفيعة، لماذا لا يترك التلاميذ يتمتعوا بما تمتع به في الماضي، الآن الوزارة تتحدث عن مجانية التعليم، فالمدارس الحكومية في حالة تراجع كبير لأن الوزارة لا تدعمها، بل تأخذ منها فانظروا إلى المدارس الحكومية التي لا تتوفر لها أي مال، فالفصول آيلة إلى السقوط والتلاميذ لا يجدون الماء الذي يشربونه، والحمامات حالها يغني عن سؤالها وقد شهدنا العام الماضي سقوط الأستاذة “رقية” في حمام المدرسة نظراً لعدم صلاحيته، فلو تركت الوزارة الأموال التي تتحصل عليها المدارس الحكومية من التلاميذ أو أولياء أمورهم لما شهدنا تردياً في البيئة المدرسية بهذا المستوى.
إن المدارس الحكومية (أساس أو ثانوي) تعتمد على شطارة مدير المدرسة، ولي تجربة مع مدرسة الرياض الثورة للبنين أساس إبان إدارتها من قبل الأستاذ “أزهري محمد عمر” ومن ثم “حمزة الفحل”، فقد خلق الأستاذ “أزهري” من تلك المدرسة نموذجاً للمدارس الحكومية، فكان يتحصل على مصاريف زيادة من أولياء الأمور في السنة الأولى، ولكن حتى إكمال التلميذ سنواته الثماني لا تتحصل منه المدرسة أي مبالغ مالية إلا إذا تبرع ولي الأمر بذلك، والمال الذي يدفعه ولي الأمر لا يذهب هدراً، فالمحصلة النهائية تفوقه وحصوله على درجة عالية، إضافة إلى صرف المال في تهيئة البيئة المدرسية، فلم أجد في أي مدرسة حكومية أو خاصة ثمانية مبردات مياه إلا في الرياض الثورة، ولم أجد تكييف ومراوح في كل الفصول إلا في الرياض الثورة، ولم أجد حديقة بها من الأشجار المثمرة إلا في الرياض الثورة، فوضع الأستاذ “أزهري” لبنة طيبة وأكملها من بعده الأستاذ “حمزة الفحل”، بل أنشأ طابقاً ثانياً بالمدرسة، هل يعلم وزير التربية من أين أتت تلك الأموال التي هيأت بها المدرسة؟.. بالتأكيد لا يعرف.. فلو ترك المدارس تتصرف في الأموال التي تجمعها لمصلحة المدرسة والتلاميذ يكون أفضل، لقد دخلت إحدى المدارس النموذجية وهي من المدارس العريقة، فمياه الأمطار حاصرتها من كل الجوانب، والتلاميذ يشربون من الأزيار والحمامات لا يستطيع التلاميذ دخولها من رداءتها، وبعد ده يا سعادة الوزير تأخذ الجمل بما حمل، فلا يحق لك أن تأخذ أموال تلك المدارس، فأتركها لهم ليهيئوا المدارس للتلاميذ بدلاً من تبديدها في ما يجدي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية