عز الكلام

لازال العرض مستمراً

يبدو أننا سنظل نلف وندور في خانة الخريف، طالما أن (كذبة) الخرطوم العاصمة تنكشف كل صباح مع زخات المطر، والمدينة الولاية يتوقف حالها وتكتف يدينها (وتتعوق) كما حدث أمس والسماء تهطل مدرارا في الحادية عشرة صباحاً، يعني ليس ليلاً حتى يتلافى ساكنوها ما تعودوا عليه من عواقب وخيمة عقب كل مطرة، من خطورة أسلاك كهرباء تهدد حياة المارة أو مدارس لا نأمن على أبنائنا في كثير منها، أو انعدام وسائل مواصلات واستحالة توفرها في مثل هذه الأجواء على غير العادة ونادراً ما يحدث، هطلت الأمطار أمس والناس في دوامهم والطلاب في مدارسهم لتتضاعف الكارثة، لأن المدينة غير مهيأة أو مستعدة لهكذا امتحان، وخلوني أقول إننا سئمنا (حجوة أم ضبيبينة) هذه وسئمنا طناش المسؤولين عن إيجاد حلول ناجعة لتلافي هذا الضرر المتكرر المزمن، وبمناسبة حلول ناجعة دي انتو مخطط الخرطوم الهيكلي (الفالقيننا) بيه ده أليس من أولوياته تصحيح هذا الوضع المقلوب المتكرر كل عام؟ أقول إننا سئمنا طناش المسؤولين وعدم اعترافهم بأن هناك أخطاء حقيقية، وأن هناك قصوراً واضحاً جعل الخرطوم الولاية غير مستعدة لاستقبال أي وضع استثنائي ولا تقوى على مواجهة أي طارئ، ويتوقف حالها كما حدث أمس والأسابيع التي سبقتها، وكما ستتعطل الحياة فيها الأيام القادمة كنتيجة حتمية لمطرة الضحوية، لذلك آن الأوان أن تأخذ حكومة الولاية الأمر على مأخذ الجد وتبدأ في مراجعات سريعة تواكب بها متغيرات الطقس والمتغيرات السكانية التي شهدتها الخرطوم في السنوات الماضية، وأول هذه المراجعات ينبغي أن (تهبش) التوقيت الدراسي أو التقويم الدراسي، ليصبح متناسبا ومتناسقا مع فصل الخريف، بحيث تصبح الإجازة طوال هذا الفصل الذي تحول إلى فصل كارثي، بسبب العقول الكارثية، التي لم تستعد لمواكبة المتغيرات المناخية والطبيعية (ولو ثقب الأوزون اتقد فوق راسهم ،لا يحرك فيهم ساكنا)، وهي متغيرات تسخر لها الدول والحكومات كافة الإمكانيات للاستفادة منها والخروج بأقل الأضرار ونحن كل ما نفعله أن يذهب الوالي ووزراؤه لقيف البحر (يغزوا كوعهم) ثم يعودوا بخفي حنين والحال في حاله.
اعتقد أن الخريف الكريم حد الكرم هذا العام مفروض يفتح عيون الولاة في مختلف ولايات السودان التي يغشاها هذا الخير الوفير، ويفترض أن يدفعهم للبدء استعداداً من الآن لخريف العام القادم، بمعالجات مدروسة وحقيقية، لأنه غير معقول أن يشغلوا أنفسهم ويسخروا إمكانياتهم لانتخابات عشرين عشرين والناس عندهم بمعاناتهم وأزماتهم في ستين داهية.. والله غالب!!
كلمة عزيزة
مع بداية هطول الأمطار تم قطع الكهرباء عن معظم الأحياء بشكل تام، وطبعا مش لأنه ده الوضع الطبيعي أو القاعدة المتبعة في كل دول العالم إنه ما إن تهطل الأمطار بالضرورة أن يتم قطع التيار الكهربائي، وكلنا شفنا كيف تهطل الأمطار في مصر القريبة ولا يقطع التيار، وكيف تهب العواصف الرعدية في اليابان ولا يقطع التيار وكيف تبرق وترعد في يوغندا البي جاي دي ولا تقطع الكهرباء، لكن لأن توصيلات الكهرباء في الأحياء لازالت بدائية ومتخلفة ولا تستطيع مقاومة هذه الأجواء، يتحمل المواطن كما العادة التمن ويلفه الظلام والما عاجبه يشرب من البحر..
كلمة أعز
ما إن بدأت الأمطار في النزول أمس شاهدت بعيني مدرسة ابتدائية للبنين تقوم بإخراج التلاميذ إلى الشارع، لتلهب ظهورهم الأمطار وهم في العراء في تصرف لا علاقة له بالمسؤولية، وكأن إدارة المدرسة أرادت إخلاء مسؤوليتها، رغم الخطر المحدق بهؤلاء الصغار ومعظمهم يأتي المدرسة راجلاً من مسافات بعيدة أو عن طريق المواصلات ويا وزير التربية اسم المدرسة بطرفي تحت الطلب!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية