ترباس …ميادة …هيثم …..شكراً !
ضاعت كثير من التجارب الفنية وانزوت كثير من الأصوات الغنائية الواعدة لأنها دخلت عالم الغناء فجأة لتخرج فجأة بسبب أنها لم تحتاط لهذه التجربة المهمة باحتياطات الثقافة والوعي للتجربة وقيمتها وأثرها ، والمسأله ليست صوتاً جميلاً فقط، المسألة الحقيقية كيف تطوع هذا الصوت لأعمال خالدات مؤثرات تحترم ذائقة الإنسان السوداني، وتعمل ألف حساب لحكمه الصائب على ما تقدمه من أعمال، والجمهور السوداني هو لجنة الحكم التي لا تجامل ولا تمنح صكوك الموهبة والإبداع إلا لمن يستحقها أو لمن يسعى أن يكون كذلك، وبهذا الفهم لما يجب أن يكون عليه الفنان الذي يبحث لنفسه عن بصمة، ويبحث لنفسه عن موطئ قدم، بهذا الفهم استقبلت الدويتو الخبطة الذي جمع بين هرم الغناء السوداني “كمال ترباس” والبت (الشفتة ) “ميادة قمرالدين”، والفنان عندما يكون (شفت غنا ) فده معناه أنه حاسب خطواته وواعٍ لتجربته وقادم إلى هذا المجال وعارف عائز يعمل شنو ، و”ميادة” هذه منذ أن وطئت أقدامها عالم الفن. انتبهت إلى ضرورة أن تحجز لنفسها مقعداً بين الكبار وأن تلفت الأنظار إلى تجربتها، فكان أن حملت الرق لتغني به، ليس تغطيةً لنقص في صوتها أو استعراض يشفع لضعفها، لكنها أرادت أن تبصم بصمتها بذكاء وتحفر لنفسها اسماً بين الرائدات، فبدأت “ميادة” صوتاً كبيراً جهيراً وأذكر أنني في نهايات العام (٢٠١٦)، ويومها جاءت “ميادة” تشاركنا احتفالنا بأعياد هذه الصحيفة واستمعت لها عن قرب وشاهدت مادلقته من طرب أصيل جعل الحضور يصفق لها طويلاً، ويومها كانت بيضة في العش خريجة نجوم الغد(٢٠١٤)، يومها أذكر أنني كتبت أن “ميادة” ستكون نجمة (٢٠١٧)، ووجهت حديثاً للشاعر الكبير “هيثم عباس” وقلت له :أمسك في الشابة قوي، وستخلد كلماتك بأحرف من نور، وبعدها انطلقت “ميادة”، وكل صباح تبهرنا بالجديد، غنت التراث فأبدعت وتجلت ….غنت غنا البنات أذهلتنا بخفة دم وحضور مسرحي رزين ، غنت الحماس فتوجت نفسها ملكة عليه.. ولكأني بالشابة خريجة هندسة الكمبيوتر قد خططت لنفسها( بالماوس)متين تمشي ومتين تقيف لتقدم للساحة الفنية وهي في بواكير عهدها عملاً فنياً راقياً جمعها بالقامة والقمة “كمال ترباس”، و”ترباس” معروف راجل (قطعة ناصية )عارف قدره وعارف عزه لذلك لا يشارك إلا من يقتنع أن صوته يلامس السحاب، وإلا من وصل حداً من الفخامة والصدارة، وهكذا هو صوت “ميادة” !!!! ولا يغني كلمات إلا وهو يعلم أنها من درر الشعر لذلك تغنى “لهيثم عباس”، فجاءت (من غلطي بتعلم ) مفاجأة (٢٠١٨)، لم أتخيل أنها ستحصد هذا النجاح في أيام قلائل، ولا حديث في قروبات البنات أو القروبات المختلطة، وهذه القروبات بالمناسبة رأي عام خطير ومخيف لا حديث إلا عن هذه الأغنية وهي أغنية أبرزت المساحات الصوتية والطربية الواسعة “لمياده قمرالدين”، وأكدت أنها مميزة ومتفردة، وبسرعة البرق أصبحت الأغنية هشتاق يمشي بين الناس، فكما خلدت وأصبحت مضرباً للأمثال عناوين أغنيات راسخة زي بتتعلم من الأيام… أو أنت المهم أو الجميلة ومستحيلة ….أو ما تهتموا للأيام، تحكرت من (غلطي بتعلم ) وتداولها الشباب في ما بينهم من تعليقات وبوستات على الفيس بووك.
الدائرة أقوله إنني بالجد سعيدة للشابة التي لم تحصد هذا النجاح صدفة أو مجاملة، والآن “ميادة” هي مطلب بيوت الأفراح وخيار أم العروس قبل أم العريس، لأنها تعرف كيف تختار ما تغني في الزمان المناسب والمكان المناسب، استغلت ذكاءها الفطري وطوعته لخدمة مشروعها الفني، وشراكتها “لترباس” ليست مجرد دويتو بين فنان وفنانة قد يتكرر لاسيما وأن “ترباس” شارك من قبل الرائدة “حنان بلو بلو” والرائعة “سميرة دنيا”، لكن “حنان” و”سميرة” غنتا أغنيات خاصة “بترباس”، والآن “ترباس” يغني أغنية خاصة “لميادة”، والأمر هنا يختلف بمعنى أن “ترباس” بتاريخه وكبريائه الفني أعطى “ميادة” شهادة الايزو في جودة الاختيار، وامتياز الاداء لنكون موعودون بشراكة جديدة بين الشاعر الذي لم يكتشف بعد “هيثم عباس” هذا الشاب المعجون والمعطون إبداعاً وتميزاً وتفرداً لا يشبه أحداً ولا يمكن أن يشبهه أحد ، وبين نجمة النجوم “ميادة قمرالدين”، التي لن تمر في تاريخ الفن السوداني مرور الكرام، ولازال أمامها الكثير لتقدمه، ورهاني في ذلك على صوتها، ورهاني علي ذكائها الفني، ورهاني على مساحات الحب والتقدير التي وجدتها والقبول من الله !!!!
كلمة عزيزة
ليست مصادفة أنه وبعد حديث الرئيس المبشر بانتهاء الأزمة الاقتصادية في ستة شهور، فجأة تحدث أزمة طاحنة في الخبز، بل وينعدم عن المخابز، وكمان تقطع الكهرباء عشان الناس تلعن (خاش الحكومة )، هو في إيه ياجدعان في إيه ياحكومة ، من يعبث بالله عليكم في الظلام ؟.
كلمة أعز
أهمس للأخوة منتجي البرامج التلفزيونية، الشاطر منكم يصطاد الشاعر “هيثم عباس” لحوار تلفزيوني، والرجل بحر إبداع ومحيط من مفردات العامية السودانية وذخيرة لحنية لا تنضب !!!!!!!!