سيدي الرئيس عندها سنبصم بالعشرة
في ما اعتبره الشارع السوداني برنامجاً انتخابياً للرئيس “البشير”، استقبل حديثه بتحديد ستة شهور لانتهاء الأزمة الاقتصادية، التي تعاني منها البلاد، التي كما قال الرئيس إن آثارها واضحة بصورة كبيرة على معاش المواطنين، والحمدلله كده اطمأنينا أن الرئيس مدرك وعارف مواضع وجع أهل السودان، بهذا الحديث الوعد، يكون الرئيس وحزبه قد أدركوا أن الطريق إلى ثقة الناخب السوداني وضمان صوته إلا بحل مشكلته الأساسية، وهي المشكلة الاقتصادية التي ترتبت عليها مشاكل اجتماعية وأمنية وسياسية أثرت على نسيجه، لأن استقرار الاقتصاد هو مفتاح الاستقرار لأي بلد، خاصة أن كان هذا البلد في ظروف السودان وما يحيط به من مهددات وتحديات، لكن كمان لابد أن نقول وإنه ورغم ثقتنا في حديث الأخ الرئيس، الذي (لا أظنه عايز يخت نفسه في حتة ضيقة) ، بتحديده لفترة زمنية قدرها بنصف العام لإصلاح الاقتصاد السوداني، بكل ما فيه من ثقوب، إلا أنه لابد أن نقول إن أي إصلاح اقتصادي حقيقي، لن يتأتى مالم يعصف السيد الرئيس بديناصورات الملف الاقتصادي، الذين تضاعفت الأزمة على مرأى منهم وهم يتفرجون، وظلت تتعمق من غير حلول جذرية أو تدخلات جراحية سريعة، والاقتصاد السوداتي ،أخي الرئيس، لن يتعافى في ستة شهور أو ست سنوات، مالم تقفل ماسورة الفساد، التي سببت لنا الجفاف الاقتصادي، والانيميا المالية، وادخلتنا غرفة الإنعاش أكثر من مرة، والاقتصاد لن يتعافى في الستة شهور، بأي نفرة مهما كانت إحداثياتها محسوبة بدقة، مالم يكن القائمون على أمرها محل ثقة وإرادة وإيمان، لأن النفرة لن تكون عصا “موسى” ولا مصباح “علاء الدين”، هي فعل يقوم به شخوص مالم يكونوا على (الفرازه) لن يحققوا الهدف المطلوب وسيخذلوننا ويخذلونك، لذلك أقول إنه إطلاقا ليس لدىَّ ذرة شك في حديث الرئيس، لكنني أحمل أطنانا من التوجس والريبة، وعندي كما أهل السودان حساسية في ماهية من سيتولون هذا الملف بالغ الخطورة، وخطورته ليست في تحقيق أهدافه فقط، ولكن خطورته في أن الرئيس دخل في مفاصلة حقيقية أمام شعبه، وهو شعب صابر ومؤمن والمؤمن صديق.
الدايرة أقوله إن حديث الأخ الرئيس، عن أن ثمة إجراءات جاهزة ونتائجها مضمونة هو بالتأكيد ليس حديثاً ينطق عن الهوى ولا أظنه للاستهلاك السياسي، لأن الرئيس ليس في حاجة لهكذا أحاديث مرسلة بدون نتائج أو ليست مبنية على حيثيات أو بالبلدي كده ما مالي يدو منها.
لذلك نقول لك سيدي الرئيس الشعب السوداني واعٍ بالحد الذي يعلم فيه أن من يغازلونه من المعارضين بخيارات التغيير يلعبون بالحبال وفي غير المضمون، وبالتالي لن نسلم دقوننا لمغامرة الدخول في نفق المجهول، فيا سيدي الرئيس أنت تقود شعب يستحق أن يكون في المقدمة ويستحق أن يمنح حقه في الحياة والنماء، شعب يستحق أن تقوده إلى مرافئ الرفاهية شعب لا تشبهه الحاجة ولا التسول ولا العطف.
فيا سيدي الرئيس حقق ما وعدت وعندها نبصم لك بالعشرة والعشرين في عشرين عشرين.
كلمة عزيزة
حتى لو اختلفنا حوله أو معه يفضح حزب المؤتمر الوطني الأحزاب السودانية، وهي تمارس الانقسام على الذات والانفصام من المبادئ، لذلك فقد فيها المواطن الثقة وأقصاها عن واقع أمنياته وأحلامه، لأنه بالعقل كده أي حزب هذا منقسم في نفسه يعاني عدم الوحدة والشتات قادر أن يوحد شعبه ويمضي به إلى الأمام.
كلمة أعز
جمعني حديث مع أحد الاتحاديين المخضرمين، وجدته غير متحمس لعودة مولانا “محمد عثمان الميرغني”، ولا يظن أن عودته ستوحد الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي تحول إلى مجرد لافتة تاريخية، غير ذات تأثير على الاتحاديين أنفسهم، ناهيك عن الشارع السوداني.