خلال اليومين الماضيين تبين لأرقى نموذج من إنسان القرن الواحد والعشرين، كم هو بعيد عن بلوغ ما يصبو إليه من معرفة وإحاطة بمكنونات هذا الكون وأسراره والمشيئة التي تحركه، فخلال سعيها لتقديم معلومات سريعة وفورية تصاحب ما تتعرض له بعض من البلدان الأوروبية من ارتفاع كبير غير معهود في درجات الحرارة .. اصطدمت كبريات المراصد الجوية الأوروبية بتغييرات حادة غير واردة مطلقاً في توقعاتها وفي مسارات متابعاتها للمؤثرات الطبيعية .
ومن ذلك بلغت درجة الحرارة قبل يومين في فرنسا مستوى قياسيا بوصولها إلى (43) درجة مئوية، مما دعى السُلطات لاتخاذ تدابير كبيرة ومكلفة لتجاوز هذا الحالة المزعجة، إلا أن الأمر فجأة وفي لمحة بصر تغير بهطول كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة، التي أدت لانخفاض سريع في درجات الحرارة، مما ترك علماء هذه المراصد يضربون بأكفهم على بعضها البعض عجباً وحيرة بل وغضباً بسبب ما تركهم عليه الموقف من حالة تصفهم بالعاجزين والفاشلين.. هذا موقف يكاد يكون مضحكاً إلا أن وجهه الآخر يبدو مخيفاً مع توقع فشل وعجز هؤلاء في إدراك ما يحدث من متغيرات مناخية حادة يشهدها كوكب الأرض، في ظل أحاديث متواصلة عن تآكل اليابسة وذوبان ما قد يصل قريباً إلى (50٪) من القطب الشمالي مما يعني أنه وفي لحظة قدرية ربانية فجائية يمكن أن نختفي نحن ومن على هذا الكوكب جميعاً هكذا بلا تقارير جوية ولا توقعات مناخية ..