عز الكلام

كابوس الدولار ..وحلم النيل!!

فجأة انخفض سعر صرف الجنيه أمس في السوق الموازي، بشكل مفاجئ حيث بلغ سعره حوالي (٤٣) جنيهاً، كده ساي بدون مقدمات، وبدون إجراءات أو قرارات أو سياسات اتخذتها وزارة المالية أو البنك المركزي، وهو أمر يدعو للدهشة وللسؤال عن ماهية وفعالية أهم مؤسستين تديران عجلة الاقتصاد السوداني، وأخشى أن تكونا قد تفاجأتا بانخفاضه كم تفاجأنا، وبالتالي وزارة المالية وبنك السودان، قاعدين زينا وواحد في مقاعد الفراجة، ودعوني أقول إن هذا الانخفاض لا يعني أي شيء، وما عنده أي قيمة لرجل الشارع العادي، طالما أن الأسواق تعيش في برجها العاجي تمارس علواً ودلالاً على المواطنين، لا يستطيعون مجاراته أو اللحاق به وطالما أن أنفاس الناس مقطوعة وهي تلهث لتوفر لقمة العيش وتوفر حق الدواء وحق الإيجار، ليظل ارتفاع الدولار أو انخفاضه موضوع لا يعني المواطن، والحال كما هو عليه قبل وكل المؤشرات تشير أن الانخفاض المفاجئ وغير المبرر يشبه ارتفاعه سابقاً أيضاً من غير مبرر، مما يؤكد أن خيوط اللعبة في يد جهات وشخوص آخرين مدورين الفيلم ويستمتعون بمشاهدته على مرأى ومشهد من أفندية القطاع الاقتصادي، الذين ما عاد هناك مبرر لبقائهم واستمرارهم، وكما قلنا أكثر من مرة أن حواء ولادة، وأن التغيير مهم وضروري، وكله حركة معاها بركة، وهي بركة لن نكتشفها ما لم تقلع رياح التغيير هذه الديناصورات التي تعايشت مع الفشل، وأصبحت جزءاً من منظومته، ولا أدري سبباً واحداً الإبقاء عليها، لكن يبدو لي والله أعلم أن القيادة السياسية أصابتها فوبيا التغيير، وأصبحت تتخوف من الإحلال والإبدال وتتوجس من القادم الجديد، وهي فرضية نسفها تماماً تعيين وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” الذي خلف رجلاً قامة وقيمة، وأعني بروفيسور “غندور”، وجميعنا أشفقنا على المنصب وعلى الوزير الجديد من هول المسؤولية والمقارنة، لكن أكدت الأيام أن الرجل وزير خارجية، مالي مركزو، وإنه اختيار موفق لهذا المنصب، وبذات الفرضية أقول إنه لابد من اتخاذ قرار شجاع بإعفاء الفريق الاقتصادي، وعلى رأسه وزير المالية اللافي صينية، وما عارف عايز يسوي شنو، وتعيين محافظ للبنك يهز ويرز، صاحب شخصية وكاريزما، ورجل قادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، دون الانصياع لجهة أو تنفيذ قرارات تنصب لمصلح فئات أو أفراد.
لأنه لا حل لهذه الأزمة الاقتصادية إلا بمعالجات مدروسة ومخطط لها بشكل إستراتيجي، حتى لو كانت عن طريق جراحات عاجلة والشعب السوداني قادر على تحملها، أن تأكد له صدق النوايا وأنها ستنصب لمصلحته وأنها ستأتي أكلها.
في كل الأحوال انخفاض الدولار أمس الأول من غير مقدمات فضح البنك المركزي، وأكد أنه ليس المسيطر على خيوط اللعبة والكلام تحته كلام.
كلمة عزيزة
رغم أنها من أكثر محليات الخرطوم جمالاً واستعداداً لمزيد من الجمال، وقد حباها الله بموقع متميز ممزوج بألفة في سكانها جعلها الأميز والأروع، إلا أن بحري ظلت للأسف مظلومة طوال السنوات الماضية وكل المعتمدين الذين تعاقبوا عليها فشلوا أن يضعوا فيها بصمة حقيقية تخلق تحولا في الزمان والمكان، لكن يبدو أن بحري المدينة موعودة وفي عهد معتمدها الحالي الأخ اللواء “حسن محمد إدريس” موعودة بقفزة في النور، والرجل متحمس بالكامل لمشروع توسعة وتطوير سوق سعد قشرة المسماه حلم النيل، وحتى لا تأخذكم الظنون كما فعلت، حيث اعتبرت الأمر مجرد توسعة سوق والسلام، إلا أن اكتشفت من خلال الشرح الضافي للسيد المعتمد أن منطقة سعد قشرة ستحول بالكامل إلى مول ضخم يستوعب المحلات الحالية ويزيد بلا ظلم لأحد أو إقصاء له، إضافة إلى مساحات تضم مطاعم وصالات للسينما وملاهي الأطفال على النحو الذي نشاهده في المدن العربية زي دبي والقاهرة ومثيلاتها (وننفصم وننهجم) ونتحسر على بؤس مدننا، لكن أهم ما لفت نظري في شرح السيد اللواء أن عائد المشروع سيدخل للمحلية ترليون جنيه سوداني، هي ميزانية المحلية في سبع سنوات، وهذا المبلغ يمكن توظيفه في عام واحد لخدمة مشاكل بحري العاجلة والآجلة، لنختصر سبع سنوات عجاف في الانتظار والترقب.
الدايرة اقوله إن هذا المشروع الضخم هو بداية طفرة سياحية وتسويقية واستثمارية لمحلية بحري، اتمنى أن يرى النور كما هو مخطط له في (١٨) شهراً فقط وهو ما ليس صعباً طالما توفرت الرغبة والإرادة، وكلاهما لا تنقصان الأخ المعتمد “حسن” الذي شعرت بحماسه وإصراره أن يهدي مواطن بحري هذا الحلم ويجعله حقيقة، ومرأى العين، والرجل كما نقل موقف شندي العنيد، إلى مكانه الجديد وهو الموقف الذي أرهق من سبقوه ووقفوا عاجزين أمامه، قادر على
فعلها ليسطر عهده في بحري بأحرف من نور.
كلمة أعز
أخطر القضايا التي لا يمكن السكوت عليها هي القضايا التي تمس الشباب والأطفال، لذلك نسأل أين وصل التحقيق في دقيق الداخليات بولاية النيل؟ ووين وصل التحقيق مدرسة أم بدة المنهارة ؟.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية