عز الكلام

يا وزير البيئة الفيك أتعرفت!!

وكأن ولاية الخرطوم تمخضت كل مشاكلها البيئية وانحصرت في أكياس البلاستيك ولم يفتح الله على وزير البيئة “حسن إسماعيل” منذ أن تولى مقاليد الوزارة سوى هذا القرار اليتيم الما عنده معنى ولا مردود بدليل أن الخرطوم ما نضفت والأكياس ما كملت وبعدها لزم الرجل صمت القبور يا سبحان الله وكأنه وزير لمدينة لندن واللا دبي واللا باريس، ولم يفتح الله على الوزير أو وزارته بخطة استباقية لفصل الخريف الذي هو واحد من أكثر الفصول تهديداً للبيئة بسبب تراكم المياه في الشوارع والأحياء ليجعل المواطن بذلك عرضة للأمراض والأوبئة و”حسن إسماعيل” هذا والله حكايته حكاية والرجل كان معارضاً شرساً لا عاجبه العجب ولا صيام الحكومة في رجب، وما فتئ ينبش في لحمها ويديها على رأسها وقوفاً مع المواطن وادعاء بالدفاع عن حقوقه، ومن يسمع الرجل وقتها وحماسه الدافق ما كان يتخيل أو يتوقع أن ينوم الرجل على الخط بهذا الشكل المؤسف المحير، وأصدقكم القول إن الرجل وبغيابه اللافت جعلني أسأل أحد الإخوة إن كان الرجل قد استقال عن منصبه وأنا ما جايبة خبر، لأتفاجأ بأنه موجود علة سدة الوزارة ولا زال وزيراً بحكومة ولاية الخرطوم التي ستشهد لا محالة كارثة بيئية وصحية في ظل غياب للجهات التي يفترض أنها مسؤولة عن هذا الملف بالكامل، وهي لم تتحرك حتى الآن في حملات توعية للمواطن ولا حتى حملات صحية استباقية في الأسواق ولا حتى حملات لرش الخيران والبرك في الميادين العامة أو داخل الأحياء أو حيشان المدارس التي أصبحت بركاً راكدة ووسطاً خصباً لدورة حياة البعوض والحشرات وبقية الهوام.
وكدي خلوني أسأل السيد والي الخرطوم الذي فاجأه الخريف كما العادة وافتقدناه هذا العام وهو يمارس الخوض في المياه والوحل، كدي خلوني أسأله ألم يجتمع بوزير بيئته ليعرف خطة وزارته لمواجهة الخريف، ألم يسأله عن المعينات والآليات التي يفترض أن تجهز قبل وقت كافٍ لمواجهة هذا الفصل الذي تحول إلى فصل بايخ ومأساوي بسبب تخبط السياسات وعدم الاستعداد واللا مبالاة التي تمارسها الحكومة، أمانة في ذمته وزير البيئة ده ما عنده بعوض في بيته، ما عنده ذباب في مكتبه واللا مكملين ميزانية الوزارة في البف باف المعطر الذي يغمر به مكتب الوزير صباحاً قبل حضوره.
يا سيدي الوزير كدي أركب عربيتك واتجه شمال الخرطوم وجنوبها حيث أحياء الغبش والبسطاء وشوف (الطين والخبوب) واسأل نفسك كيف يعيش هؤلاء مع هذا الوضع وكيف يتعايشون مع هذه البيئة المتدهورة وهؤلاء هم ذات الغبش الذين أصبحوا جسراً للسلطة والكراسي بتبني قضاياهم والهتاف بشعارات حقهم في الحياة وحقهم في الصحة وحقهم في وطن معافى، وأول ما الواحد يصل الكرسي تصيبه سكرة السلطة ويسكن البرج العاجي ويصبحوا أقل من أن يرى مشاكلهم، بل يصبحوا أقل من أن يشوفم في رقبتم.
فيا وزير البيئة قضية المواطن ما الأكياس، قضيته الفعلية إنه الفيك أتعرفت!!
}كلمة عزيزة
بعد نزع المدرسة الخاصة بالصم والبكم في محلية بحري، تم تعويضهم من قبل معتمد بحري بمدرسة أخرى، لكن للأسف أن المدرسة آيلة للسقوط وليس فيها أدنى مقومات البيئة المدرسية لا سيما وأن هؤلاء الأطفال من أصحاب الاحتياجات الخاصة، فيا أستاذه “أمل البيلي” هؤلاء الأطفال مسؤوليتك أمام الله وأمام القسم الذي أقسمتينه، راجعي هذا المكان وزوريه زيارة ميدانية وإن كنتِ توافقين أن يدرس أطفالك في مثل هذه المدرسة، عندها ضعي أولاد الناس فيها ونومي وضميرك مرتاح.
}كلمة أعز
حادثة مدرسة أمبدة، يفترض أن تكون بداية لمراجعة عاجلة لأوضاع المدارس الخاصة وسحب الترخيص من أي مدرسة مخالفة للشروط وكفاية مجاملة والحكاية تعدت ضياع التعليم إلى ضياع الأرواح!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية