خوفنا عليك يا هلال!!
كرة القدم في السودان غير مستقرة ونتائجها غير ثابتة، فإذا حقق فريق سوداني انتصاراً على فرق أجنبية وهو في أسوأ حالاته تجده ينهزم منها وهو في أحسن حالاته، لذلك كثير ممن يعشقون كرة القدم يحسون بهذا الفارق في كرة القدم السودانية.
اليوم يدخل فريق الهلال مباراة الرد أمام “دجولييا” المالي بعد أن فاز عليه بهدفين دون مقابل في مباراة الخرطوم، ورغم انتصار الهلال في تلك المباراة إلا أنه لم يكن الأفضل، ولو نظم فريق “دجوليبا” صفوفه لاستطاع أن يحرز هدفاً على أسوأ الفروض.
فريق الهلال فريق كبير، ولكن هناك أخطاء من لاعبين كبار فيه، يفقدونه كثيراً من المباريات، فالثقة الأكثر من اللازم لدى صفوف الدفاع تأتي دائماً بنتائج عكسية، ولذلك فإن مباراة اليوم لن تكون سهلة على الهلال، ورغم فارق الهدفين فإنَّ فريقاً مثل “دجوليبا” المالي لن يكون صيداً سهلاً للهلال وهو يلعب في أرضه ووسط جمهوره وعينه أيضاً على النهائي للبطولة، ولن يخسر شيئاً إذا هاجم من بداية المباراة، ولربما تكون هذه خطة المدرب أن يبدأ المباراة هجومية فإذا نجح في إحراز هدف في العشر دقائق الأولى قد يستطيع تعديل المباراة إن جاراه الهلال بالهجوم، ولكن إذا فطن مدرب الهلال وهدأ اللعب وامتص حماس فريق “دجوليبا” هنا يمكن أن يثير أعصاب الفريق المالي ويحاول إنهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي حتى يدخل الشوط الثاني وهو أكثر ثقة باللعب الهادئ والتمريرات القصيرة مع اللعب بالهجمات المرتدة، وربما ينجح الهلال في خطف هدف في ذلك الشوط يحدث ربكة شديدة للفريق المالي تجعله يلعب بدون خطة، وهدفه أن يحرز هدفاً تعادلياً على الأقل، ومن ثم ينظم صفوفه ويهاجم بكثافة عسى ولعل أن يحرز هدفاً ثانياً بغية تحقيق النصر من بعد ذلك.
إن الثقة الأكثر من اللازم لدى لاعبي كرة القدم هي التي أطاحت بآمال وتطلعات القاعدة الرياضية العريضة في كثير من المباريات التي يكون فيها أحد الفرق الرياضية السودانية قاب قوسين أو أدنى من التأهل أو الحصول على كاس البطولة، فإذا عدنا بالذاكرة للوراء نجد أن فريق الهلال سبق أن وصل إلى نهائي البطولة الأفريقية فظن النادي والمشجعون وحتى الذين كانوا الأقرب إلى رئاسة الجمهورية زينوا لرئيس الجمهورية أن الهلال فائز بكأس البطولة فلابد أن يشرف المباراة لتسليم الكأس، ولكن خاب ظن الجميع ففقد الهلال البطولة في داره ووسط جمهوره، وبدلاً أن يسلم السيد رئيس الجمهورية الكأس لفتية الهلال سلم الكأس للضيوف، وكثير من المباريات فقدها الهلال والمريخ بتلك الثقة الزائدة، وقبل شهور أيضاً فقد السودان التأهل إلى البطولة الأفريقية (فدقت) الطبول بأن السودان سوف يهزمن أثيوبيا في عقر دارها وسوف يتأهل ولكن السودان عجز عن تحقيق النصر ولو بالهزيمة بهدف، فضاعت البطولة من تحت أقدام لاعبي السودان الذين جلهم من نادي الهلال والمريخ، ولا ندري فالهلال اليوم في موقف صعب هل ينجح في تحقيق التعادل السلبي أو الإيجابي مع “دجوليبا” المالي صفر/ صفر أو 1/1 ليصعد إلى المباراة النهائية، أم سيعود وهو يحمل حسرة التأهل، ولكن أملنا كبير في الهلال في تحقيق أكبر إنجاز اليوم.