ربع مقال

“الكابلي”.. عشناك كالأماني..

د. خالد حسن لقمان

يا الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك..
أنك في قلوبنا وكم نشتاق لي عينيك..
حنانك يا حالم..
عشناك كالأماني وأنت قريب معانا.. عشناك كالأماني وأنت قريب حدانا..
فيك سر الغرام..
واهديناك أغاني.. تنبع من دمانا
ترمز ليك دوام..
فيها زهور جنينة..
في قلوبنا الحنينة الراجياك دوام..
كل ما ندور نصارحك يتجمد بيانا
يغلبنا الكلام..
وكم نشتاق لي عينيك.. كم نشتاق نقول ليك
حنانك يا حالم..
هذا بعض من مطلع ومتن إحدى الأغنيات الفرايحية الخفيفة لفناننا الكبير “عبد الكريم الكابلي” الذي استطاع أن يلعب وبحرفية مدهشة نادرة بين فخيم الكلام وهفيفه وعميق المعنى وبساطته على نحو لم يبلغه فناناً آخراً لدينا وكيف لا وهاهو كابلي يصول ويجول بين مقتنيات “أبي فراس الحمداني” ليأخذ لؤلؤته (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر)، ويبذ بلحنها وأدائها سيدة الغناء العربي كما واقتلع من “يزيد بن معاوية” (أمطرت لؤلؤاً) ومن صاحب العبقريات العقاد (شذي زهر ولا زهر) ومن الملاح المهندس (فينيسيا وكيليوباترا) وهاهو يعتلي مسرح الزعماء الكبار ليتجلى في ليالي ستينيات التحرر والانعتاق بـ( آسيا وأفريقيا) بمثل جاهد ليكشف عن عتمة تراثنا وإرثنا بأفضل من ما فعلت الأقلام واحتوت الصحائف.. وللوطن أوقفنا “كابلي” والجميع في (يا قمر دورين والقومة ليك يا وطني) وفي مسيرة نضالنا مضى هاتفاً بقوة في (شارع الجامعة) وفي معارك أصحاب القلوب الصارخة رمى بـ(ضنين الوعد) و(حبيبة عمري) و(كل الجمال) وفي رحاب الإيمان والتقوى سار مع “المجذوب” يتمايلان في ميدان “عبد المنعم” بـ(ليلة المولد يا سر الليالي) وهاهو صوته ينبعث مع تباشير ذي الحجة في بث مباشر إلى أرض الله ورسوله والجميع يتناجون معه ودموعهم تبلل وجوههم مع مدحه: (قالوا الحجيج قطع طالب نور البقع .. قلبي زاد وجع حماني القيد منع)..
.. أين “كابلي” بالله عليكم؟.. من يبدد قلقنا على هذا الهرم السوداني الكبير..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية