عز الكلام

كركر الحقيقة كما يجب أن تكون!!

بذات القدر الذي يفترض أن تلعب الصحافة فيه دورها في المراقبة والمتابعة والنقد والتوجيه عليها، برأيي أن تلعب دوراً أكثر أهمية بتوضيح الحقائق للرأي العام والوقوف إلى جانب الحق، مساندة ومؤيدة وداعمة متى ما وجدوا أينما كان، وخلوني أقول إنني بالأمس لبيت دعوة من السيد معتمد الخرطوم، للوقوف على آخر المستجدات في موقف كركر الذي شهد حملات إعادة تصحيح، تضع حداً لعهد الفوضى الذي حول موقف كركر إلى سوق كركر، في ما يشبه إمبراطورية عشوائية تتحكر في قلب الخرطوم، وعند واحد من أهم شوارعه بمدخل كبري الحرية، وأصدقكم القول إنني لبيت الدعوة ولم أكن أتصور أنني سأتفاجأ بالأخ المعتمد الفريق “أبو شنب”، يجلس في ضل أحد الأكشاك على كرسي مهتريء، ومن ملامحه ووجهه المرهق يبدو أنه جاء باكراً وتلقى حظه من شمس الصباح الساخنة، وكان مندمجاً في أحاديث جانبية مع المواطنين داخل الموقف، وبعضهم أصر أن يصافحه يداً بيد مشيداً بالانقلاب الذي شهده الموقف، وحدثني أحد الواقفين أن المعتمد عند حضوره صباحاًا استقبله النسوة بالزغاريد في إشارة إلى احتفاء واحتفال المواطنين بعودة الموقف العتيق إلى لعب دوره (كسنتر) للمواصلات، وخلوني أقول أيضا إنني مهما تخيلت عن سوء استغلال هذا الموقف من أصحاب الأكشاك، ما كنت سأصدق ما رأته عيناي، وكل هذه الأكشاك العاملة أصلا في بيع الأطعمة والمشروبات تتوسطها منهولات الصرف الصحي القادمة من مستشفى الشعب مباشرة، وأقسم بالله أن إمداد المياه المستخدم للشرب أو عمل العصائر والأطعمة، كانت مواسيره موهطة داخل هذه المنهولات جنبا إلى جنب الحشرات والجقور الضخمة والروائح النتنة، وأصحاب هذه المحلات كانوا يستخدمون المنهولات كحمامات يقضون فيها حاجتهم، تخيلوا هذه الكارثة البيئية والأخلاقية والصحية التي تحدث في وسط واحد من أهم مواقف الخرطوم الرئيسية في غياب للضمير وغياب للمراقبة، وإلا خلوني اسأل الجهات المسؤولة عن الصرف الصحي كانت وين طوال السنوات الماضية وكركر يغرق كل خريف بسبب عدم التصريف؟ ويتصرف كيف وكل منهول داخل كشك مغطى بمشمع ومن فوق عليه تربيزة!!! خلوني اسأل الجهات المسؤولة عن المياه كنتوا وين والتوصيلات العشوائية تتمدد كما العرق الدساس من كشك لي كشك بلا عدادات موية أو فواتير رسمية كنتوا بتتحصلوا منهم الموية كيف؟ خلوني اسأل شركة الكهرباء ما فتشتوا عن أسلاك الكهرباء الضخمة والمحولات المدسوسة داخل الأكشاك؟ معقولة ما لاحظتوا أن أعمدة الكهرباء الضخمة تحولت إلى أرفف للسجائر والمأكولات؟ معقولة كل هذه الجهات ليس فيها رجل رشيد يستغرب هذا الوضع الشاذ وغير المنطقي كل هذه السنوات التي فاقت العشر.
صدقوني الوضع بأكمله في كركر كان عبارة عن فوضى عارمة وانفلات يهدد المجتمع واحد المواطنين يقول للمعتمد وعلى مرأى من الحضور يا سعادتك المخدرات كانت هنا تباع على عينك يا تاجر وهو ما لا استغربه ولا استبعده في وجود هذه المافيا التي احتلت وسط الخرطوم، ومحاضر الشرطة كانت تسجل يوميا أربعين بلاغا من خطف، لمشاجرة لغيره انتفت تماما منذ اليوم الذي تمت فيه الإزالات.
الدايرة أقوله إن السيد المعتمد انحاز بالكامل للمواطن، وأحسب أن الرجل سطر عهده في المحلية بأحرف من نور، وهو ما لا استغربه على رجل خدم بلاده أربعين عاما، يده على الزناد حارسا للثغور في أكثر المناطق التهابا وسخونة، ورجل بهذا الشرف الباذخ لن تقف أمامه أكشاك بائسة تهدد صحة الإنسان ولن تهزمه عشوائيات تمددت بغياب الضمير وغياب الرقابة، لذلك يستحق “أبو شنب” ما وجده من دعم من حكومة الولاية، ومن المجلس التشريعي والأهم الدعم الذي وجده من رجل الشارع العادي الذي لم يرهقه البحث عنه في مكتب مكيف أو سيارة فارهة، الرجل موجود بلا حرس ولا تأمين في نص السوق تحت ضل كشك اللي جوار المواطنين!! نعم عدلت فأمنت فنمت يا “أبا شنب”.
كلمة عزيزة
في أكثر من مناسبة وأكثر من إنجاز تداعى له الإعلام في محلية الخرطوم، لاحظت أن السيد المعتمد محاط بثلاثي فاعل ومتحرك كما الدينمو، ما أشار السيد الفريق إلى اتجاه إلا كانوا في الموعد تنفيذاً وحضوراً ومعرفة بتفاصيل التفاصيل، من أقصدهم السيد الرائد “المكي أحمد المكي” والنقيب شرطة “منذر محمد حسين” والأخ الإعلامي الشاطر “شريف” الدينمو المحرك لإعلام المحلية الذين اتمنى أن يظلوا شعلة للنشاط ومحلاً للثقة.
كلمة أعز
غداً أحدثكم عن صفوف الكهرباء وشبكة تهاني.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية