خطوط ملونة !
احتفى واحتفل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وهو احتفاء لم تفوته الصحف السيارة بأخبارها، وكتابها احتفوا جميعاً بالعقيد شرطة “إبراهيم بشارة” مدير شرطة المرور بولاية شمال كردفان، الذي انتشرت صوره، وهو يخوض الوحل، ويساعد المواطنين في عبور الشارع بكل همة وتفانٍ ومروءة، وبصراحة ما قام به سعادة العقيد يستحق حقيقة الإشادة والتقدير والاحترام، لأنه فعل استثنائي جدير بالتوثيق وحتى التكريم، لكن كمان خلوني أقول إنه: ربما يخرج صوت يقول: ياجماعة كدي روقوا المنقة، وختوا الكورة واطة، وما فعله العقيد “بشارة” طبيعي وعادي ومن أبجديات مسؤولياته ، وهو غير مشحود على خدمة مواطنيه، لكن لو عرف صاحب الرأي سبب احتفالنا وابتهاجنا لشاركنا المناسبة السعيدة، وقسم معانا الشربات، والفترة الأخيرة معظم ما فيها من حراك فيه كثير من الإحباط ، ومعظم الأخبار إن لم تكن كلها هي أخبار مش ولا بد ، فأما انها أخبار انهزامية أو أخبار متشائمة أو رمادية اللون ، وكأن الناس كما الغريق المحتاج قشة يتعلق بها يتلقفون مثل هذه الأخبار ويحتفلون بها ، ولربما أن الذهنية السودانية ولأحداث كثيرة ارتبط عندها أن المسؤولين ديل بشر متقندفين ومطنقعين يغرهم المنصب وتلهيهم السلطة، لذلك عصي عليهم أن يتنزلوا لواقع الناس إن كان في خدماتهم ومعايشهم أو حتى إنسانيتهم على نحو ما فعل مسؤول هزني بصدق فعله حد البكاء، رغم أنه لا تربطني به علاقة شخصية أو معرفة بل على العكس والرجل على مستوى العمل العام قد أكون أكثر الصحفيين مناكفةً له ونقداً لبعض سياساته، وأي شخص آخر غيره ما كان سينسى لي أنني قد أحضرت له يوماً ما داخل مؤتمر صحفي محضور وعلى مشهد من الإعلام تلاميذ تم طردهم من مدرسة بمحلية بحري لعدم سدادهم رسوم التسجيل، لأؤكد له أن مجانية التعليم هي مجرد ونسة تونسنا بيها الحكومة، ويومها اصطحب الوزير التلاميذ وأمهاتهم إلي مكتبه للتقصي حول الأمر ، وتم استدعاء مدير المدرسة المقصودة !!!!!ثم قصفته لاحقاً بالمدفعية الثقيلة بُعيد سقوط حمام بلدي بمعلمة فاضلة في محلية أم درمان، وحملت الوزارة والمحلية يومها هذه الكارثة، ومن أتحدث عنه هو الدكتور “فرح مصطفى”، وزير التربية الولائي، الذي انتصر لإنسانيته بشكل لم أكن أتوقعه أو أتخيله، والرجل حينما علم بنجاح ابنتي “وهج” بتفوق في امتحان مرحلة الأساس، رغم أنها جلست لأول امتحان ووالدها الراحل الأستاذ “صلاح دهب” مسجى أمامها في يوم انتقاله للرفيق الأعلى، لكنها أي “وهج” أصرت أن تذهب للامتحان وفاءً لوعد قطعته لوالدها بالنجاح.
أقول : إن الرجل عندما علم بنجاح “وهج” وجه بقبولها في مدرسه نموذجية، بل وجه بإعفائها من الرسوم، ليدهشني الرجل بهذا الإحساس عالي القيمة من الإنسانية والمثالية، والذي أكد به أن ليس كل المسؤولين عايشين في برج عاجي منفصمين ومنفصلين عن الناس، بل أنه ليس بالضرورة أن أي مسؤول (يشخصن ) المواضيع ويجعل اختلاف الرأي مع الآخر منصة لتصفية الحسابات أو الكراهية بلا مبرر، أقول بصدق: ليس لأن الأمر يخص ابنتي، رغم أن تصرف دكتور “فرح” ، أسبغ عليها مساحات من الفرح ومنحها كثيراً من القوة والثقة في النفس أن تمضي في طريق النجاح، رغم الانكسار الذي تعرضت له في لحظة لا تحتمل الانكسار أو الحزن، أقول: ليس لأن الأمر يخص ابنتي، أكتب عنه ، ولكن لأن الفعل برمته مثّل حالة إنسانية مؤثرة، حتى لو أنها كانت تخص أي شخص آخر، كان الرجل سيتعامل معها بذات الإحساس وذات ردة الفعل، لأنه يفترض أن يكون المسؤول إنساناً في المقام الأول لينتصر لأدميته وينحاز لقيم الرحمة، هذه الرحمة التي هي الأرض القوية التي تقف عليها قيم العدالة الاجتماعية والانحياز للمواطن، هذا الانحياز الذي جعل العقيد “بشارة” يخوض الوحل وتغطس أقدامه في الطين، والحقيقة أنه ارتفع لعنان السماء ووصل الثريا بهذه الشفافية والمهنية المتجردة العالية.
الدائرة أقوله: إننا حقيقة محتاجين لمثل هذه النماذج غير الاعتيادية لتمثل بؤرة ضوء نحتاجها في زمن كاد أن يتملكنا فيه الإحباط ، ويصيبنا في مقتل، وأنا متأكدة أن هناك نماذج أخرى مشرفة، أكثر عطاءً وجمالاً وإنسانيةً، تلفها طاحونة الأحداث العاصفة والملتهبة، وأن هناك خطوطاً عريضةً كثيرةً ملونةً وجميلةً، لكنها للأسف تخفيها اللافتات السوداء!!!!!!!!!
كلمه عزيزة
رغماً عن أهمية العملية النوعية، التي قام بها رجالنا في جهاز الأمن السوداني وهم يحررون ضابطاً مصرياً وجنوده تم اختطافهم من قبل مجموعة ليبية متفلتة، ويعيدونهم سالمين غانمين ، إلا أن الموضوع لم يتم تداوله في الإعلام المصري وبرامج التووك شو (وفطسوا فطيس )، ولكم أن تتخيلوا لو كان الأمر عكس ذلك (والمنقذون ) “بفتح القاف” قوة سودانية، لكم أن تتخيلوا حجم الشو والزيطة والزمبريطة التي سيقوم بها الإعلام المصري، في العموم للتاريخ علينا توثيق الحدث وبرانا فوق أولادنا بنقول: كلام دخلوها وصقيرها حام
كلمه أعز
لازال منصب محافظ بنك السودان، ورغم أهميته شاغراً، السؤال المنطقي: هل عدم اختيار محافظ خلفاً للمحافظ السابق، لأنه ليس هناك شخص كفء يملأ عين المنصب المهم، أم أن هناك جهات تعطل التعيين، لأنها عائزة محافظ بمواصفات معينة. واللبيب بالإشارة يفهم!!!!!