واجه بنك فيصل الإسلامي بداية هذا العام أزمة ما عُرف بحملة مكافحة الفساد، التي افتتح السيد الرئيس مساء أمس مركزها، الذي يضم كل الأطياف العدلية والنيابية والأمنية المعنية بالتحقيق في ذلك.. والبنك ليس وحده الذي واجه ذلك، وإنما آخرون في القطاعات المختلفة كما هو معلوم.
البنك الإسلامي الرائد في التجربة المصرفية الإسلامية برئاسة مجلس إدارته الأمير “عمرو الفيصل” لم يجد غير أن يواجه الأزمة بما يجب، فكان انعقاد الجمعية العمومية الطارئة للمساهمين للنظر في الموضوع، وهي التي خرجت بانتخاب مجلس إدارة جديد للبنك يضطلع بمسؤولياته وهمومه، التي في أولها يومئذ بعد تقليب الملفات، تعيين مدير عام جديد للبنك، فالعجلة تدور ولا تتوقف كما يقولون.
المدير العام الجديد للبنك ، الذي اعتمده مجلس الإدارة الجديد، ووافق عليه البنك المركزي – كما جاء في الأخبار، كان هو السيد “معاوية أحمد الأمين عبد الرحمن”، الذي حضر الاجتماع الأخير لمجلس الإدارة بالبنك، وشهد القائمة الطويلة من الأجندة، التي لا بد أن تكون قد فتحت عينه على المهام والمسؤوليات، وهو الخبرة المصرفية الكبيرة التي مارست نشاطها في ذلك في الداخل والخارج، وصارت له إمكانات تميزه عن غيره من المديرين السابقين، وإن كان للبنك إنجازاته ونجاحاته التي أكسبته الاعتراف مهنياً بأنه بنك إسلامي رائد كسب جملة من الجوائز في المجالات المختلفة.
وحتى لا ينقص ذلك من قدر من رحلوا وفارقوا مواقعهم ، نقول: إن ما يميز السيد “معاوية” في الظرف الراهن إدارياً هو أنه وقد عمل في القطاع المصرفي السوداني يعرف المعضلات والمشكلات التي تعترض القطاع المصرفي السوداني في الفترة الأخيرة، وتنال من سمعته ونشاطه، الأمر الذي انعكس على النظام الاقتصادي السوداني بشكل عام، وأظهر ما عُرف بالفساد، ومكافحته وبسوء الإدارة لتقديرات وإجراءات البنك المركزي وتعليماته، علاوة على أمور أخرى تلحق الأذى والمساءلة بالقائمين عليها في القطاع المصرفي مديرين أو غيرهم من المسؤولين.
المدير الجديد لبنك فيصل الإسلامي، الذي يتوقع له أن يبدأ ممارسة نشاطه ومسؤوليته الإدارية أول هذا الشهر (أغسطس 2018م)، نتمنى له التوفيق والسداد وإظهار وإبراز أن قرار مجلس الإدارة الجديد كان في محله ولكل آفة علاج..!
ونحن نختم هذا المشهد اليوم ، نضيف إلى ما قلنا وذكرنا أن السيد المدير العام الجديد للبنك سليل أسرة أم درمانية معروفة، هي أسرة “الأمين عبد الرحمن” ، التي لها دورها في القطاعين الخاص والعام.
فقد كان والده “أحمد الأمين عبد الرحمن” أكاديمياً أستاذاً جامعياً معروفاً.. وعمه الراحل “فؤاد الأمين عبد الرحمن” عليه الرحمة – قانونياً – ورقماً قضائياً معروفاً تسلم جملة مواقع منها رئيس القضاء.
ولا بد أن ذلك يضيف لسيرة السيد “معاوية” الذاتية وهو يضع ذلك كله بين يديه.
وأكثر ما يثير الاهتمام في ما نكتب وكتبنا اليوم هو أن العجلة في بنك فيصل الإسلامي وغيره تدور ولا تتوقف- ورب ضارة نافعة – والإشارة هنا للأزمة التي يمر بها الجميع.