عز الكلام

الديناصورات توأم روح القطط السمان!!

حديث العضو البرلماني “مبارك النور”، حول تعيين “عبد الماجد هارون” في منصب مستشار، من غير سند قانوني في الهيكل الإداري للبرلمان، مما عده العضو نوعاً من الفساد الإداري، هو حديث ينكأ جرح الفساد الوظيفي، الذي (هد حيل) الخدمة المدنية وجعلها تترنح بلا وعي ولا توازن، وخلوني أقول إننا ربما البلد الوحيد الذي تنجر فيه الوظائف نجراً من أجل عيون الترضيات والمجاملات، وهو ما أرهق الخزينة العامة التي تدفع مرتبات ومخصصات فوق حد الوصف، واريتو كان بي مقابل أو عطاء، وكثيرون مستشارون بلا شورة وخبراء بلا خبرة ومديرون بلا إدارة، ولعل هذا الواقع الذي تماهى وتمدد بشكل سافر في ما تعارف عليه بالتمكين، وجاب ناس كتااار على سُدة المناصب، مؤثراً بذلك في مجمل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكل كما قيل في غير مكانه المال عند بخيله والسيف عند جبانه، وهو فساد إداري لا يقل تأثيرا على الحياة العامة من فساد الأموال، وكلاهما تملك لحق الآخر من غير وجه حق، وكم من كفاءات تم إقصاؤها لصالح شخوص، وكم من خبرات هاجرت واغتربت لأنها لم تجد الفرصة ونأت بنفسها تماماً عن المشهد، وبالتالي إن كانت القيادة السياسية جادة في إصلاح حقيقي فعليها أن تقوم بمراجعات حقيقية، وتفتح هذا الملف المهم الذي بالتأكيد سيجعلها تدخل يدها في عش الدبابير، لكن أظن أن البلد تستاهل، والحفرة النحن فيها دي ما بنمرق منها، إن لم تكن هناك جدية في القرارات وإرادة حقيقية في تنفيذها وتغيير لمفاهيم غريبة وعقيمة وبالية، على رأسها حكاية الكنكشة على المناصب، وكله زول قاعد في حتة يصارع ويعمل المستحيل أن لا يغادرها بأخوي وأخوك (وكان الله هون) وتم إعفاؤه فإن البديل يكون جاهزاً حتى قبل أن يلملم أوراقه من مكتبه القديم، رغم أن (حواء والدة) وحركة الإبدال والإحلال أن كانت حقيقية ومبنية على حسابات صاح، ستخلق التغيير المطلوب وتهز الركود الذي أصبح السمة العامة للأداء الحكومي، وبالتالي فإن (القطط السمان) تقف في المقابل لها (الديناصورات المحنطة) التي لا تريد أن تقتنع أن دوام الحال من المحال!!!
وخلوني أعود للبرلمان الذي يفترض أنه آخر مكان يفترض أن تحوم حوله الشبهات من أي نوع، باعتباره المدافع الأول عن الدستور والقانون والمبادئ، والأيام دي شايفة الكلام حوله كتر مما يشي أن هذه المؤسسة الكبيرة فيها العديد من الخروقات التي تهز ثقةً المواطن فيها، وهي مسألة خطيرة للغاية تجاه مؤسسة خلقت لتراقب وتحاسب وتقوِّم، لكن أن تبدو على هذا النحو المهزوز وترتكب المخالفات من غير أن يرف جفن حياء لرئيسها ونوابه، فده معناته أنه عندنا مشكلة كبيرة وعويصة وأن السوس دخل حتات ما كان ينبغي أن يدخلها والله غالب.
كلمة عزيزة
حاولت جاهدة أن أفسر بالمنطق واللا منطق حديث دكتور” معز عمر بخيت”، في تدشين حركته الجديدة التي اسماها (أثق)، وهي بطبيعة الحال حركة معارضة للحكومة، حيث أكد مقدرة حركته في الإطاحة بنظام الخرطوم في أربع وعشرين ساعة، ووصف الخطة بالسرية ورفض الإفصاح عنها، وحديث دكتور “معز” بهذه الكيفية، ما عنده غير تفسير واحد أن الحركة ليست سياسية التوجه، لأن أي عمل سياسي يحتاج لترتيب وزمن حتى يصل إلى مقاصده، أما قلبة الأربع وعشرين ساعة دي التي ستغير النظام في يوم واحد فهي بالتأكيد مبنية على تدخل عسكري خارجي لأن الأربع وعشرين ساعة دي لن تمكن البروف الشاعر من كتابة قصيدة كاملة، بالمناسبة البروف العائز يقلب الحكومة هو زوج المذيعة “جدية عثمان” التي أفردت لها ذات الحكومة المساحة والميزانية لمهرجان المقرن الوهمي، (دكتور “كرار التهامي” كيف تمام؟)..
كلمة أعز
والله عندما اسمع عن مثل هذه الحركات المعارضة بحسد ناس المؤتمر الوطني على هذا الحظ الباسم والأقدار تضعهم في مواجهة معارضة هلامية (حناكة) لن تغير شيئا على أرض الواقع، فابشر بطول سلامة يا “مربع”.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية