عز الكلام

باب النجار مخلع!!

تعودنا في بلادنا هذه أن نشاهد كثيراً من المشاهد غير المنطقية أو التي ليست لها مبررات على أرض الواقع، وتعودنا أن نتكيف مع أوضاع غير طبيعية ومسرحيات قمة في الكوميديا السوداء، وتعودنا أكثر أن تخذلنا مؤسسات ووزارات وكيانات عولنا عليها في صناعة تغيير حقيقي، وخذلنا أكثر في شخوص كنا نعول عليهم في أن يقلبوا التربيزة ويعيدوا ترتيب اللعبة، لكن ظل لسان حالنا يقول تهكماً وسخرية (يا جماعة ما ده السودان)، لكن أن يتخذ البرلمان الذي هو المكان المقدس لتنفس الحريات والرأي الآخر، بل هو المكان الذي تتنفس فيه الديمقراطية ملء أنفاسها انتصاراً وامتثالاً دائماً لرأي الأغلبية،
وهو المكان الذي تعتبره الشعوب لسان حالها والمتحدث بآمالها وأحلامها وقضاياها، وهو المنصة التي تحاسب المقصر وتفتح الملفات المسكوت عنها، هذا هو على الأقل دور البرلمان الطبيعي أو الذي نتطلع أن نحظى بمثله، لكن أن يتخذ البرلمان قراراً استبدادياً وهو يضيق بالصحافة لسان حال الناس وشريكه المهم في كشف الحقائق، ويتخذ موقفاً غريباً وعجيباً ولا يشبه طبيعة الممارسة البرلمانية، يجعلنا نعيد النظر كرتين في البرلمان الذي ظلت أغلب مواقفه باهتة وغير منسجمة مع مجمل المشهد السياسي والاجتماعي السوداني، بل إن البرلمان للأسف خذل ناخبيه في كثير من المواقف وانحاز بالمجمل للحكومة وفوت كثيراً من الملفات التي كان يمكن أن يتخذها كقضايا يؤكد من خلالها أنه برلمان للشعب بحق وحقيقة، و(نوامه)، أقصد (نوابه) يمارسون غياباً مفضوحاً ومخجلاً عن قواعدهم التي لا يتذكرونها إلا بانتهاء الدورة البرلمانية ويجوا راجعين بدون خجلة عشمانين في أصوات الغلابة لتعيدهم من جديد إلى القبة المكيفة ذات السلم المزدوج أبو بساط أحمر ليكون البرلمان بذلك مجرد جسم ديكوري يصفق ويمجد ويؤيد ويهلل، لكن ده كله كوم والموقف الأخير كوم تاني، وهو موقف حرق به آخر مراكبه التي كان يمكن أن تصل به إلى حيث يقف المواطن بقضاياه وأزماته المتلاحقة، وظهر في موقف ملكي أكثر من الملك نفسه، باعتبار أن أجهزة الحكومة نفسها التنفيذية أو حتى الأجهزة الأمنية لم تقف هذا الموقف ولم تسلك هذا السلوك الإقصائي تجاه الصحافة والصحفيين وهم يوجهون لها النقد أو حتى يكيلون الاتهامات لمؤسساتها، ليضيق صدر البرلمان في ما يفترض أن يكون عليه رحيباً متسعاً لسماع الرأي والرأي المخالف له.
في العموم جاء موقف الصحفيين المتضامن مع زميلتهم موقفاً مشرفاً، ومبدئياً عليهم ألا يتراجعوا عنه وأرجو أن نسمع أيضاً ومن داخل البرلمان أصواتاً صادقة وحريصة على الممارسة الديمقراطية، تدين هذا السلوك وترفضه لأنه سلوك معيب من المؤسسة الرقابية التشريعية في البلاد، وواضح كده أنه باب النجار مخلع.
}كلمة عزيزة
والله أمر مخزٍ ومسيء أن تبدأ المناشدات للجهات الخارجية بإغاثة بلادنا مع أول تباشير فصل الخريف، وهذه الشحدة المتكررة أصبحت للأسف موسماً معروفاً ومنتظر تغنى منه جهات بعينها وتشبع حد التخمة، وكثير من مواد هذه الإغاثة لا تجد طريقها للمتضررين والمحتاجين لها، وتذهب مباشرة للأسواق على عينك يا تاجر.
}كلمة أعز
لا أدري كيف تتخذ الولاية قراراً باستخدام الكروت لصرف البنزين دون أن تستصحب رأي أصحاب المركبات الذين هم معنيون بالدرجة الأولى به، وقد وضح رفضهم تماماً للخطوة واعتبارها فكرة فاشلة، بعدين كدي النسألكم: كروت شنو البتشيلو قصادها مبلغاً وقدره، أما كفاكم (استنكاحاً) للمواطن الغلبان!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية