مخبول هذا الذي لا يستطيع الربط بين ما سُمي بـ(صفقة القرن) وهذا الصمت المدهش الذي يمارسه العالم بكل أقطابه الكبرى ودوله العربية والإسلامية المتمددة شرقاً وغرباً حيال ما تقوم به إسرائيل الآن من إقرار لما خرج به الكنيست، باعتبار هذه الدولة الكارثة يهودية الهوية القومية عبر إقراره لما سُمي بقانون القومية اليهودية الذي أجيز بتأييد (62) صوتاً مؤيداً في مقابل (55) معارضاً، وصوتين فقط ممتنعين عن التصويت..!!
القرار ببساطة يلغي ما عرف بثنائية الدولة، كما يلغي أي وجود فلسطيني بجعل حق تقرير مصير هوية الدولة فقط بيد إسرائيل، وهو ما يضع الفلسطينيين في الدرجة الثانية، بالرغم من تشكيلهم لنسبة كبيرة من عدد السكان، فضلاً عن من شردوا منهم منذ عام 1948م. كما أقر القانون العبرية كلغة رسمية للدولة، وتجاهل اللغة العربية والإشارة إليها فقط كلغة (مهمة) كما جاء في القانون، وهو تجاهل يهدف لشطب حقائق التاريخ ويلوي عنقها.. وهذه الخطوة تحديداً هي التي أعلنت الآن وبجدية عن تحرك قطار ما عُرف بـ(صفقة القرن) التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وإخراج الفلسطينيين من وطنهم ليكون بكامله دولة اليهود الجديدة.
كل هذا يحدث الآن ولا حياة لمن تنادي.. أيعقل أن تكون الخيانة قد أصبحت عربية اللون والطعم والرائحة إلى هذا الحد المفضوح والمخزي؟!