عز الكلام

الدفع خلي .. هي القروش ويني؟

السيد وزير المالية “الركابي”، وعلى طريقة: (الناس في شنو.. والحسانية في شنو) صرح أنه بنهاية ديسمبر الحالي ستكون كل المعاملات المالية عن طريق الدفع الإلكتروني وليس كما هو معتاد عن طريق الكاش، وكأن الأخ “الركابي” ما عايش معانا في البلد دي الشبكتها طاشة زي (مجنون الشكينيبة)، وأمبارح القريبة دي لم يستطع عملاء أحد البنوك الشهيرة أن يصرفوا من حساباتهم لأن الشبكة طاشة، وعلى هذا المثال قس مؤسسات كثيرة تتعطل فيها الأعمال وتتأخر المصالح بسبب طششان الشبكة العذر الرسمي والشرعي لموظفي الخدمة المدنية، يعد الوقت المستقطع للصلاة وللفطور.. وخلوني أقول إن الواقع الاقتصادي المزري والتدهور الذي هو النتيجة الحتمية لفشل وزارة المالية التي يستمر وزيرها في موقعه فوق فهم شنو ما عارفة؟ كان يجب أن يكون هو في أول أولويات واهتمام الوزارة ليكون توفير السلع ومحاولة كبح جماح الدولار هي الملفات المهمة التي تشغل السيد الوزير وطاقم حكومته، مش الدفع الإلكتروني أو الدفع التقليدي، وكدي النسأل الوزير وأركان ماليته.. أمانة في ذمتكم هو وينو الجو الاستثماري أو الحراك المالي المشجع للتباهي بهكذا مشروع؟ لا أظنه يعني الكثير للغبش في القرى النائية والفرقان والحلال أدنى أهمية، وهم ليسوا وثيقي الصلة بالعولمة والدفع الإلكتروني، وهذه الشعارات البراقة الزائفة التي لا تعني لهم شيئاً حتى تهدروا فيها زمناً كان أولى به ثم أولى أن تجتهدوا لتوفير رغيف الخبز، الذي أصبح عُملة معتمدة وهو يساوي الجنيه في القيمة والوزن، وأن تجتهدوا لتوفير العُملة الصعبة لمقابلة احتياجات البلاد من الدواء، والسيد رئيس اتحاد الصيادلة حذر من أن حوالي (٤٠٠) صنف من الدواء ستكونً غير متوفرة خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن شح الأدوية سببه انخفاض قيمة الجنيه السوداني، وشح العُملة الأجنبية، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستعملة في تصنيع الدواء بالداخل، وبعد كل هذه (الوكسه) يحدثنا وزير المالية عن الدفع الإلكتروني، دفع شنو يا سعادتك؟؟ والتاس لا تكفيها مرتباتها حتى منتصف الشهر، عن أي ناس تتحدث وعن أي دفع الكتروني تتباهى؟ وحديثك هذا ذكرني بالنكتة التي تداولها رواد (السوشال ميديا) للافتة في منتصف بحيرة مياه خلفتها الأمطار التي تتكرر مشكلتها كل عام بلا حلول ولا معالجات مكتوب عليها الطريق مراقب بالرادار.. ليجئ تعليق المعلقين: كدي الرادار خلو.. هو الطريق وينو؟؟ وأنت يا سعادتك طريقة الدفع خليها.. هي القروش ويني؟؟.. الله غالب..
كلمة عزيزة
شاهدت أمس مقطعاً مصوراً يقف فيه الضباط الإداريون في محلية أم درمان صف وهم يبتسمون للكاميرا والمناسبة السعيدة حتى لا يرتفع سقف توقعاتكم هي بدء الرش للبعوض والهوام التي تأتي متزامنة مع الخريف.. (أي والله) ما بهتهم ولا هجمتهم.. واقفين لتوثيق اللحظة ، وكأنه عمل فوق العادة وأكبر من المتوقع، رغم أن الأمر أكثر من عادي وروتيني وطبيعي ومن صميم عمل المحلية، ولا يحتاج لهذه الهللية التي لم تفوت المدير التنفيذي الذي كان واقفا وشاهدا، يا جماعة اختشوا وارتقوا واعملوا عملكم في صمت وهدوء بدل هذه الجعجعة الفارغة التي ليس من بعدها طحين!!
كلمة أعز
الحكومة في طريقها إلى استيراد كهرباء من إثيوبيا خلال عام، الله يطرى سد مروي بالخير.. ويا حليل الرد.. الرد.. السد.. السد!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية