عز الكلام

البنك المركزي.. فشل وغلاط!!

لازال بنك السودان المركزي مستمراً في دفن رأسه كما تفعل النعامة، ومصراً على عدم الاعتراف أن هناك مشكلة حقيقية بل وكارثة يعيشها الاقتصاد السوداني على نحو غير مسبوق، المتسبب فيها بالتأكيد وبشكل رئيسي السياسات الخرقاء والجوفاء المتخبطة للبنك، وليس لأن السودان مثلاً دولة فقيرة معدمة الثروات، وبلادنا ولله الحمد بها خير كثير لو أنه استخدم بشكل موجه وصحيح، لكنا دولة لها (شنة ورنة)، لكن تخبط السياسات وتضارب القرارات المصيرية وإعطاء العيش لخبزه عند غير خبازه، هو الذي أوصلنا لهذا الدرك السحيق الذي يرفض بنك السودان الاعتراف به، كما فعل محافظه بالإنابة في الندوة التي أقامتها جامعة الخرطوم قبل أيام، حيث حذر مما اسماها شائعات تطلق عن إفلاس بعض البنوك السودانية، وكأن الرجل يتحدث لشعب أعمى، أصم، أبكم، غير معني بتفاصيل هذه الأزمة ومن يخاطبهم المحافظ، مدعياً أن الأزمة مجرد شائعة، نسي أنهم هم من كانوا يقفون طوابير أمام البنوك عشان يأخدوا قروشهم (بالتحانيس وسلام الرأس) والبنوك ترفض وتحدد سقفا منخفضا للسحب في أحلك الظروف والدنيا) قبايل عيد( ومواسم مناسبات، والسيد المحافظ نسي أو تناسى أن سبب أزمة الوقود الأخيرة والتي كان أبطالها وشهودها هم المواطنون الذين ساهروا وباتوا في صفوف البنزين وأدوا صلاة (الجمعة) في محطات الوقود كان السبب فيها وبلسان المسؤولين عدم قدرة البنك المركزي على تمويل صفقات الوقود، والسيد المحافظ الذي يتحدث عن أن الأمر مجرد شائعات، ينسى أن بنكه هو سبب الأزمة وأس البلاوي، بدليل أن والي ولاية نهر النيل حرض المعدنين للذهب في ولايته على عدم البيع للبنك المركزي، القاطع سعر من رأسه ظالم، وغير مجدٍ للمعدنين الشقيانين ومكتحين وضايقين المُرة .
نعم البنك المركزي ومحافظه بالإنابة، يتعامل مع الرأي العام بعدم شفافية ووضوح، يفضحه الارتفاع الجنوني في سعر الدولار، بسبب سياسات البنك التي أوردتنا موارد الهلاك، والبنك نفسه لم يسلم بعض موظفيه من تهم الفساد، وما فضيحة شركات الأدوية الوهمية إلا أكبر دليل أن البنك لم يكن في منأى عن القطط السمان .
الدايرة أقوله إن سياسة الغموض التي تكتنف دهاليز هذا البنك والإصرار على عدم الاعتراف بأنه جزء مهم وأساسي في المشكلة لن يجعلنا نخرج من عنق الزجاجة، بل لن يوجد مساحة لاستنباط أفكار تضع حداً لهذا التدهور المريع الذي أصبحت تفاصيله مرسومة بوضوح بؤسا وشقاء على وجوه البسطاء، ينافس الشمس وضوحاً، وحكمة الله محافظ البنك المركزي بالإنابة ما شايف ،تأخذه العزة بالنفس فيغالط الحقائق ويرفض الوقائع، بدليل أن حديثه في ندوة جامعة الخرطوم، كان عبارة عن إنشاء وعبارات مرسلة عجز من خلالها أن يقدم الدلائل المادية المسنودة بالأرقام والبراهين، التي تؤكد ما ذهب إليه من حديث فيه لغة الأرقام هي الفيصل والحكم، ليظل حديث ما عنده قيمة ولا معنى، وكل الأزمات السابقة أكدت أن الطاقم الاقتصادي بأكمله طاقم فاشل وعاجز، وغلبه اليسويه، وليته تنحى وابتعد عن المشهد ليترك محاولة الفرصة الأخيرة لغيره، بدلاً عن التشبث الأعمى بالمناصب، لأن أدب الاستقالة (يا كافي البلاء) غير موجود في ثقافة المسؤولين السودانيين، ولنجعله سؤال المليون أن كان ثمة مسؤول سوداني قد قدم استقالته طوال الثلاثين عاماً الماضية اعترافاً بفشل أو تضامناً مع أزمة وعرفنا كله.. كمان جابت ليها غلاط؟!!
كلمة عزيزة
سعدت جداً أن الخارجية السودانية، قد مددت لعام آخر، للسفير “عبد المحمود عبد الحليم”، سفيرنا بجمهورية مصر، لأن الرجل ظل متواجداً بشكل إيجابي ومؤثر على مشهد الجالية هناك، والتي تعتبر أكبر جالية سودانية بالخارج، والرجل ظل متواجداً بحكمة ودبلوماسية على دفة العلاقة بين الشعبين السوداني والمصري، رغم ما تعرضت له من مطبات هوائية في أوقات كثيرة، والرجل فوق ذلك بشوش متواضع ومتواصل مع كل ألوان الطيف السوداني هناك المقيمة أو الزائرة ليت كل القرارات الخطأ يتم التراجع عنها على هذا النحو الشجاع .
كلمة أعز
حتى الآن لا اعتبر أن ما هطل من أمطار في العاصمة الخرطوم، يمكن أن يتسبب في أزمة مواصلات كما حدث أمس الأول، وواضح جداً أنه حبة (الشكشاكة) دي، فضحت البنية التحتية التعبانة لطرق الخرطوم، وبعد ده كله حكومة الولاية تستورد مزيداً من البصات بزعم حل مشكلة المواصلات .. غايتو بهذه المعطيات البصات دي إلا نشيله في رأسنا!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية