.. الاندفاع الذي يبديه الآن رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد الشاب الدكتور “أبي أحمد” يبدو في خطواته دراماتيكياً بما يحدثه من متغيرات سريعة ومدهشة على واقع المنطقة.. فداخل بلاده خطا الرجل خطوات ناجحة بإعلانه رفع حالة الطوارئ وتبنيه مشروع إطلاق الحريات ومعالجته لملف المعتقلين والسجناء السياسيين.. بجانب معالجة أسس تبادل السلطة بما يرضي الإثنيات الممثلة للكتلة البشرية للدولة.. وفي الخارج كانت أصداء ما فعله “أبي أحمد” أكثر إثارة ودهشة وهو المسار الذي بدأه بمصر وقدم فيه فعلاً دبلوماسياً رفيعاً أرسل عبره تطمينات كبيرة للقيادة المصرية فيما يتصل بسد النهضة.. وهو الأمر الذي ارتبط بتفاهمات مهمة للرجل مع دولة الإمارات المهتمة بموانئ المنطقة.. وما نتج عن ذلك من دخول أموال إماراتية ضخمة للخزينة الأثيوبية.. لتعقب ذلك زيارة مباشرة له للصومال.. وليحدث الرجل عقب محطة مقديشو هذه أكبر مفاجآته الخارجية بتسجيله لزيارة خاطفة لأسمرا التي انقطعت معها علاقات أديس أبابا منذ أكثر من (17) عاماً.. وها هو “أبي أحمد” يعلن انتهاء هذا الواقع الخلافي – التصادمي.. بل يعلن التطبيع الكامل مع إريتريا وقبول بلاده باتفاقية الجزائر في 2000م التي قضت في ملف الحدود لصالح إريتريا.. وهذه الخطوة الأخيرة تعتبر الأهم للرجل بتأثيراتها على الداخل والخارج الأثيوبي معاً.. بل على المنطقة برمتها.. هذه هي الصورة التي عكستها وتسببت فيها حالة “أبي أحمد”.. إلا أن هالة من الغموض تحيط كل هذا مع الشك الذي يكاد يكون يقينياً لدى البعض بوجود يد للإمارات وآخرين يبنون الآن واقعاً جديداً للمنطقة كلها بِما يدفع للتساؤل حول إذا ما كانت حالة “أبي أحمد” هذه بأثيوبيا.. جزءاً من هذا الواقع الجديد الذي ترسمه هذه القوى الخفية؟!
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12