مسألة مستعجلة

تهديدات المدارس الخاصة!!

نجل الدين ادم

طالعت أمس بيان اتحاد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم، المشحون بالوعيد والتهديد لوزارة التربية والتعليم بتجميد العام الدراسي بسبب رفض الوزير لأي زيادة في الرسوم الدراسية هذا العام، وتحميل الأسر تكاليف إضافية في ظل ظروف اقتصادية معقدة.
أحسست وأنا أطالع البيان بأن هؤلاء اتحدوا في تقديم الخدمة التربوية والتعليمية بالبيع.. ولا حسابات غيرها، لأن هؤلاء لا علاقة لهم بواقع الأسر التي حملت أبناءها كرهاً من المدارس الحكومية التي تراجعت بسبب الإهمال المتزايد إلى مدارسهم الخاصة هذه.. والسؤال هنا لماذا لا تتحملون في هذه المرة ولو القليل من آثار الأوضاع الاقتصادية وبالأمس دفعت لكم هذه الأسر الغالي والنفيس ومن دم قلبها رسوماً عداً نقداً وبالدولار في بعض الأحيان.
أشار البيان إلى تفاصيل اتفاق بين اتحاد هذه المدارس والسيد الوزير بشأن الزيادة في رسوم الدراسة، وأن الأخير لم يوفِ بالاتفاق لذلك فإنهم في حل عن أي قرار يصدر، تنسى أو تتناسى هذه المدارس أن السُلطات الولائية والمحلية هي من صدقت لها بعمل هذه المدارس، وتجيء اليوم لتدخل في تحدٍ مع الوزارة من أجل فرض المزيد من الأعباء على الأسر التي اضطرت اضطراراً إلى هذه المدارس وليس (فنكهة) أو تباهي، نسى هذا الاتحاد أو تناسى أن مدارسهم خشم بيوت، وإن هناك من المدارس من لا تقدم للتلميذ أو الطلاب سوى التعليم، حيث لا تربية ولا مناشط ولا غيره من الميزات التي كانت تتوافر في المدارس الحكومية قبل تراجعها، إن كان من زيادة فلا غبار على ترفع في تلك المدارس الفارهية صاحبة الإمكانيات الضخمة والتي يلجأ إليها أصحاب المال والجاه من أجل التباهي والتفاخر، عليكم أن تفرقوا لأن المدارس كما أشرت خشم بيوت، خففوا عن الأسر التي لجأت للمدارس الخاصة ذات الإمكانيات المقبولة تحاشياً من المغالاة في الرسوم التي تصل لأرقام فلكية.
لم يفكر اتحاد التجارة والتعليم في تبعات ما قال به من تهديد وهو يهدد بالإيقاف وتجميد العام الدراسي، أن كان من بدء فجمدوه، عندها ستعلمون من الخاسر؟..
أسوأ ما في الأمر عندما تتحول مهنة حساسة كهذه إلى المضاربة والبيع والشراء، حينها سوف لن يكون هناك مكان للقيم، التعليم رسالة سامية قبل أن تكون بوابة للتكسب والربح.
لو كنت في مكان وزارة التربية والتعليم لرددت على الفور على التهديدات والوعيد بأن افعلوا ما بدا لكم والحساب بداية العام الدراسي المقبل، لأنهم يريدون أن يحولوا الرسالة إلى سوق يفتح الله ويستر الله.
ارجو أن يكون البيان زلة قلم ويتراجع الاتحاد عنه اليوم قبل الغد، لأنه ليس بأسلوب التهديد والوعيد تدار مثل هذه المؤسسات الحيوية التي لا تقبل القسمة على البيع والشراء.. والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية